"القهوة العربية" و"مسبار الأمل" ـ محمد شهاب

الخميس 11 شباط , 2021 11:20 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

هل هناك قواسم مشتركة بين "القهوة العربية" و"مسبار الأمل" الإماراتي؟
"القهوة العربية": تتألف من بن برازيلي، وهال هندي، وتطبخ في ركوة تايوانية، وتوضع في فناجين صينية، وفي البيوت الميسورة يطبخها خادمات منزليات من أثيوبيا، أو بنغلادش، أو الفلبين، وهلم جرا، وفي النهاية تتناولها الشفاه العربية أو من أي جنسية أخرى.
"مسبار الأمل" الإماراتي: تم صناعته وتصميمه وتطويره في اليابان بمشاركة جامعة كولورادو يولدر، وجامعة ولاية اريزونا، وجامعة كاليفورنيا بيركلي، وبلغ عدد المهندسين الاميركيين الذين شاركوا في هذه المهمة نحو مئتي مهندس. أما موقع الإطلاق فكان في مركز تانيغاشيما الفضائي في جنوب اليابان، وأطلقه اليابانيون إلى الفضاء الخارجي بواسطة صاروخ ياباني، اسمه "اتش تو ايه اف" من تصنيع شركة "ميتسوبيشي".
أما اماراتياً، فقد اطلق على المركز الذي تم فيه تصنيع "المسبار" اسم "مركز محمد بن راشد"، وعلى المسبار اطلق اسم "الأمل".
وبلغت تكاليفه أكثر من 300 مليون دولار، وهذا هو المهم، إضافة إلى التصفيق الحاد، حينما كان يتم مشاهدة الإطلاق عبر شاشات التلفزة.
ربما كان هنا ضروري التذكير، بجهود متواضعة، مقرونة بتصميم وإرادة حين تمكن فريق لبناني صغير من جامعة "هايكازيان" بالتعاون مع الجيش اللبناني، على رأسه البروفيسور مانوغ مانوغيان في ستينيات القرن الماضي، من إطلاق أول صاروخ لبناني وعربي، اطلق عليه اسم "صاروخ ارز 1، ثم "أرز 2"، وبعدها "ارز 3"، وقد تبنى الرئيس فؤاد شهاب هذا المشروع، فكان ان واجه هذا الابداع اللبناني اعتراضات من الدول الغربية، و "نقزة" من بعض الدول العربية، ورفضاً صارخاً من قبل العدو الصهيوني، وبشكل عام كانت تلك التجربة الأولى في الشرق الأوسط، وسبقت "الكيان الصهيوني"، ولم يكتب لها الاستمرار.
الجدير بالذكر، أن نجاح التجربة اللبنانية بين (1960-1967) وصلت إلى مدارات ارتفاعها نحو 400كلم، وهي كافية لوضع أقمار صناعية لمراقبة الأرض، علماً أن البرنامج الصاروخي اللبناني كان برنامجاً فضائياً وعلمياً علنياً، وهو بعكس كثير من البرامج الصاروخية البالستية لعديد من دول العالم.
كما أن الصواريخ اللبنانية كانت تعمل بالوقود الصلب والوقود السائل.
عود على بدء، فإن الجدير بالذكر هنا، أن وصول "مسبار الأمل" إلى مدار المريخ تزامن مع وصول المسبار الصيني "تيان وين-1"، الذي قام من "ألفه إلى يائه" بخبرات وطنية صينية، لكن "الأمل الإماراتي" استحوذ على أوسع اهتمام، بينما "المسبار الصيني" لم يلفت الانتباه إلا قليلاً.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل