مقالات مختارة
اكد خبراء ايرانيون بالشؤون الامنية، ان الولايات المتحدة عندما انسحبت من الاتفاق النووي بشكل احادي الجانب، اعتمدت ايران الصبر الاستراتيجي ولم تقدم على تقليص اي من التزاماتها النووية.
وقالوا ان ايران عندما رأت بان الولايات المتحدة لا تريد العودة للاتفاق النووي الى جانب عدم التزام الاتحاد الاوروبي بتعهداته في اطار الاتفاق، انذاك اتخذت ايران سياسة تقليص الالتزامات النووية خطوة بخطوة، مشيرين الى ان ايران كانت تمنح في كل خطوة تخطوها الفرصة للاطراف الاخرى للالتزام بتعهداتهم.
واوضحوا، ان الفرصة الان سانحة للامريكيين للعودة للاتفاق النووي، مؤكدين ان ايران ستزيد من عدد اجهزة الطرد المركزي المتطورة في عملية تخصيب اليورانيوم، طالما ترى ان امريكا لم يلتزموا بتعهداتها.
واعتبروا مقترح الوزير ظريف يظهر بان ايران اظهرت سياسة ضبط النفس من جانبها في التعامل مع الاطراف الاخرى في الاتفاق النووي، مشيرين الى ان الايرانيين يأملون بان الاتحاد الاوروبي يضغط على الولايات المتحدة الامريكية للعودة الى الاتفاق النووي، كما اعتبروا اقتراح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف "بأنه يمكن استخدام آلية لمزامنة تنفيذ التزامات الاتفاق النووي من قبل إيران والولايات المتحدة" بأنها الفرصة الاخيرة، بعدها ستضطر ايران الى سلوك طريق اخر في مواجهة عدم التزام الاخرين في الاتفاق النووي.
في الصعيد ذ اته، اعتبر مراقبون ان دعوة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى توفير آلية تنسق العودة الامريكية الى الاتفاق النووي الايراني تنفذ خلالها بنود هذا الاتفاق، بانها خطوة بناءة وآلية عملية.
واشاروا الى ان الوزير ظريف طرح آلية المشروع الايراني المتكامل في مواجهة عدم الالتزام الامريكي بالاتفاق النووي والانسحاب منه، وايضاً لمواجهة عدم امكانية الاتحاد الاوروبي لتنفيذ تعهداته ازاء الاتفاق.
واوضحوا ان هناك توجه اوروبي باحتمال امكانية تخفيف العقوبات على المستوى المالي والمصرفي، لافتين الى ان اهمية الخطوة الاوروبية انها تأتي في لحظة ايقن فيها الاوروبي والامريكي ان سياسة الضغوطات القصوى والعقوبات الامريكية لم تعد تجدي نفعاً وكذلك ان خيار الحرب اصبح غير مطروحا، وباتت ايران في موقع القوة، وهي الان تمد اليد لعودة امريكا الى الاتفاق النووي.
على خط آخر، لفت خبراء بالشأن الامريكي الى ان الاجواء مهيأة لعودة امريكا الى الاتفاق النووي، ولكن التحالفات العربية الاسرائيلية اليوم والضغوطات من هذا التحالف الجديد من خلال التطبيع العربي مع كيان الاحتلال، يمارس ضغوطات ليس على فقط على ادارة بايدن وانما حتى الكونغرس الامريكي.
وقالوا ان القرارات التي اتخذها مؤخراً الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن بعدم رجوعه للكونغرس بشأن قراراته وملفاته خلقت نوعاً من الانشقاق بين اليمين واليسار الامريكي وربما يكون في تعثر بهذه النقطة بالذات وعرقلة العودة الامريكية الى الاتفاق النووي.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً