الثبات – مقالات
خصائص الأمة المحمدية
وُجُود قَبر نبيِّنا عليه الصلاة والسلام بالتَّعيين
الشيخ محمد علوي المالكي
ومن فَضل الله الذي شرَّف به هذه الأمة فامتازت به على من سواها من الأمم، أنَّ قبر نبيِّنا وسيِّدنا محمد صلى الله عليه وسلم مَعلومٌ عندنا بيقين وتواتر، لاشَكَّ في ذلك ولا ريب، فَتردُ الناس في كُلِّ وقتٍ وحين، وتتكبَّد مشاق السفر وعناءه إلى قبره الشريف، مع امتلاء قلوبهم بالعلم التامِّ واليقين الكامل على أنَّه صلى الله عليه وسلم في هذا المكان المشهود، وهذه حُجُراتُه المعروفة ومساكن زوجاته، وهذه روضته المطهَّرة.
هذا الشرفُ والفَضلُ لم يثبت لنبيِّ غيره صلى الله عليه وسلم، ولا لأُمَّةٍ غير الأُمَّةِ المحمديَّة، وفي هذا يقول الإمام ابن حجر:
ولمْ تُعلَمْ مقابرُهُم بأرضٍ ... يقيناً غير ما سكنَ الرَّسول
وقال الإمام مالك رضي الله عنه للمهدي: يا أمير المؤمنين، إنَّك تَدخل الآن المدينة فتمرُّ بوم عن يمينك ويسارك، وهم أولاد المهاجرين، فَسلِّم عليهم، فإنه ما على وجه الأرض قومٌ خَيرٌ من أهل المدينة، فينبغي أن يُعَلَمَ فضلهم على غيرهم.
فالقبر الشريف موضع تنزُّل الرحمة الإلهية كما جاء في الحديث عن كعب رضي الله عنه: "ما من فجر يطلع إلَّا وينزل سبعون ألفاً من الملائكة حتى يَحفُّوا بالقبر يضربون بأجنحتهم ويُصلُّون على النَّبي حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط سبعون ألفاً حتى يحفُّوا بالقبر يضربون بأجنحتهم فيصلون على النبي سبعون ألفاً بالليل وسبعون ألفاً بالنهار"