سلسلة أسماء الله الحسنى | اسم الله "المعيد"

الأربعاء 16 كانون الأول , 2020 01:04 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات – إسلاميات

 

سلسلة أسماء الله الحسنى

اسم الله "المعيد"

 

الذي يدعوك إلى معرفة الله، أو الذي يدعوك إلى محبَّته، والانقياد لأمره أن تعرف أسماؤه الحُسنى، لأنَّ النفوس جبلت على حُبِّ الكمال، والله سبحانه وتعالى جمع الكمالات كلَّها.

قال تعالى: {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ}، {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}.

ففي اللغة: العَوْدُ هو الرجوع، كالعودة.. ومن كلمات السلف الصالح: اللهمَّ ارزقنا إلى بيتك معاداً وعودةً، والعَوْدُ.. هو الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه، والمُعيدُ من الرجال العالم بالأمور. ففي الجامعة عندنا مصطلح اسمه المُعيد، وقد كان الطالب المتفوِّق يُعيد الدرس على زملائه، فلتفوِّقه استوعب الدرس، فإذا كان هناك طالب ضعيف فيستمع من المعيد إلى الدرس، وهو يُعيد الدرس على قُرنائه، فالمعيد هو العالم بالأمور.

 والعائدة هي المعروف.. اللهمَّ لا تحرمنا عوائد فضلك، فالعائد هو المعروف أي يعود نفعه على من فعله، فإذا فعل إنسان معروفاً فيعود عليه الخير.. فالعود هو المعروف لأنَّ الإنسان إذا فعل المعروف عاد عليه الخير، والعائدة هي المعروف والصلة.

 والمُعاد.. الآخرة، ففي الدعاء الشريف: "اللهمَّ أصلح لنا ديننا الذي هو عصمةُ أمرنا، وأصلح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادُنا".

 فالمُعيد هو الذي يرجع بعد أن أنصرف عن الشيء.. والمُعيد هو العالم بالأمور، والعائدة المعروف لأنَّه يعود على صاحبه بالخير، والمعاد هو الدار الآخرة، فقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.

 أما المُعيدُ في صفة الله تعالى: هو الذي يُعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات.

 كلُّ الناس هلكى، كلُّ من عليها فان، كلُّ شيءٍ هالك إلا وجهه، فالإنسان مهما علا لابدَّ من أن يعود إلى التراب، لا بدَّ من دخول القبر، الليل مهما طال فلا بدَّ من طلوع الفجر، والعمرُ مهما طال فلا بدَّ من نزول القبر.

 فالمُعيد هو الذي يُعيدنا إلى الموت بعد أن أحيانا فالموت نهاية كلّ حي، فالموت يأتي فجأةً والقبر صندوق العمل، هذا هو النهاية والمصير، فهو ينقُلك من الحياة إلى الموت، ومن الموت إلى الحياة، لو كان الموت نهاية كلّ حي وهو فناء وانتهى أمر الإنسان بعده لكانت القضيَّة إذاً سهلة جداً، ولكن الموت بداية حياة فقد قال تعالى: {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ}.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل