الثبات - مقالات 

سلسلة قضايا الشباب

الشباب في حديث الحديث الشريف

الشيخ الطبيب محمد خير الشعال

بسم الله الرحمن الرحیم

نحن المسلمين أصحاب كتاب منزل ونبي مرسل ولذا فنحن ننظر في قضايا إلى الأعلى ولا ننظر فيها إلى الأسفل، ونتلقى مبادئنا من حقائق السنة والقرآن، ولسنا نأخذها من نظريات الإنسان، وندرس أمورنا معتمدين على قوة السماء، ولسنا ندرسها متكئين على شهوات الأرض، لكل هذا ذهبت إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبحث فيه عن الشباب إني استقرأت عدداً لا بأس به من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تتحدث عن الشباب، فرأيت هذه الأحاديث تنتظم في ثلاثة محاور.

المحور الأول: مجموعة أحاديث فيها ثناء على الشباب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الشباب المؤمن لو يقسم على الله لأبرَّه، وفي رواية: لو أقسم".

"عجبت الله من شاب ليس له صبوة"

يعني طيش وجهالة، والعَجَبُ من الله تعالى المراد به الرضا.

"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"

والشاهد فيه شاب نشأ في طاعة، واللافت أن هذا الشاب جاء في الترتيب الثاني الأول إمام عادل والثاني شاب نشأ في طاعة الله.

"إن أحب الخلائق إلى الله تعالى: شاب حدثُ السن، جميل في صورة حسنة، جعل جماله وشبابه في عبادة الله فذاك الذي يباهي به الرحمن ملائكته يقول: هذا عبدي حقاً"

المحور الثاني: مجموعة أحاديث فيها أمرٌ ونهي للشباب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"

"يا فتيان قريش لا تزنوا، فإنه من سلَّم الله له شبابه دخل الجنة"

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: جمعت القرآن فقرأته في ليلة فقال رسول صلى إني َأفْرَقُ أن يطول عليك الزمان وأن تملّ، اقرأ به في شهر، قلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشباب، قال: اقرأه في عشرين، قلت أي رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي قال: اقرأه في عشرة، قلت أي رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي قال: اقرأه في سبع قلت: أي رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي، فأبى"

المحور الثالث: مجموعة أحاديث فيها نصائح وإرشادات لشباب.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله يحب الشاب الثابت"

"لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عملَ فيما علم".

استخلاص النتائج:

- إن الشباب بحاجة إلى الثناء، الثناء يدعوهم إلى زيادة الإنتاج والعمل: الشباب الذي لا طيش له وعلى الشاب الذي ينشأ في طاعة الله وعلى الشاب الذي يجعل شبابه وقوته في الإقبال على الله وقديماً أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على أمانة أبي عبيدة الجراح وعلى علم معاذ وعلى قراءة زيد وعلى قضاء علي وعلى خدمة تميم للأمة، ولم أ منه صلى الله عليه وسلم ثناءً ومدحاً على رقص أحد شباب الصحابة، أو على نجومية هزلِ شباب الصحابة، لم يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم موسيقا الروك أو البوب أو المتيل لم يثنِ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فتاة تعرض جسدها أو تبذل حياءها أو تسفك ماءَ وجههاً، لم يعرِض رسول الله صلى الله عليه وسلم لملكات الجمال ولا لعارضات الأزياء ولا لباعثات الهوى، ذلك لأن الإسلام يريد لك أيها الشاب العمل ويريد الإسلام يريد لك أيها الشاب العمل ويريد أعداؤه مثل اللهو والكسل، يريد الإسلام لك الانشغال بالخلق النبيل والعمل الجليل والعقل الكبير ويريد أعداؤه لك الانشغال بأحمر لشفاه ومساحيق الوجوه والجباه، وبين معترضتين: استهلكات نساء إحدى الدول العربية الإسلامية خلال عام 538 طناً من أحمر الشفاه و43 طناً من طلاء.

-إن أحاديث الأمر والنهي تدلَّ على أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يأمر وينهي الشباب، وكان شباب الصحابة رضوان الله عليهم يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه، وأنت أيها الشاب بحاجة إلى من يأمرك بالحق وينهاك عن الباطل، وأنت كبير كلما أأتمرت بالخير والتزمته وانتهيت عن الشر وتركته، فالكبير هو الذي يستجيب لأوامر الحق ونواهيه.

- أحاديث المجموعة الثالثة أحاديث النصائح والإرشاد للشباب، فيها دعوة للشيوخ الكبار للكهول والمسنين لكي يقدموا نصائحهم لجيل الشباب، فنصائحكم معلومات ثمنها أعمار، فلا تحرموا جيل الشباب منها في البلدان المتقدمة بنوك للمعلومات يشترون فيها المعلومات بعشرات الدولارات وبمثابتها، وربما بالألوف والملايين

أيها الإخوة الكرام:

هذا هو أمر الشباب في الشباب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ثناء عليهم وأمر ونهي لهم ونصائح تنفعهم والنتائج التي وصلنا إليها أن شبابنا محتاجون إلى من يثني على فضائلهم، وأنتم أيها الشباب اسمعوا لمن يأمركم وينهاكم بالحق، وأنتم أيها الشيوخ انصحونا.