مقالات مختارة
خطاب الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن بشأن الاتفاق النووي، يختلف عن خطاب الرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، إلا ان الذي تنتظره ايران ليس الخطابات ولا الشعارات، فهي لا تعني شيئا بالنسبة لها ما لم تُقترن بأفعال وخطوات عملية، لبناء الثقة ليس بين امريكا وايران فحسب، بل بين امريكا وجميع دول العالم، بعد ان انسحب ترامب من الاتفاق النووي وانتهك القرار الدولي 2231، وفرضه عقوبات غير قانونية وظالمة ضد الشعب الايراني.
على الرئيس الامريكي المنتخب بايدن، ان يعمل قبل كل شيء على إنتشال سمعة بلاده التي باتت في الوحل، بعد ان هُزمت امام ايران ثلاث مرات في مجلس الامن الدولي في فترة قياسية، عندما رفض مجلس الامن اعادة تمديد الحظر التسليحي ضد ايران الذي تم رفعه وفقا للقرار الدولي 2231، كما رفض المجلس اعادة فرض العقوبات الاممية على ايران، من دون ان تلجأ روسيا او الصين الى استخدام الفيتو ضد القرارات الامريكية!!.
سياسة ترامب الفاشلة ازاء ايران، وما تسببت به من عزلة لامريكا على الصعيد الدولي، والسقوط المدوي لترامب في الانتخابات الامريكية، ودخوله التاريخ باعتباره اول رئيس يتولى منصب الرئاسة لولاية واحدة منذ عقود طويلة، يجب ان يكون درسا للرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن، لتجنب تكرار تجربة سلفه الفاشلة، لاسيما ان امريكا وقعت على الاتفاق النووي في عهد ادارة الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما، التي كان يشغل فيها بايدن منصب النائب الاول للرئيس.
إعادة بايدن امريكا الى الاتفاق النووي، لن يرفع الوحل عن سمعة امريكا، ما لم يعتذر لايران ويعوضها عن الخسائر التي لحقت بها بسبب انسحاب ترامب من الاتفاق، وانتهاكه القرار 2231 ، وفرضه حصارا تجويعيا شاملا على الشعب الايراني. فإيران كانت ومازالت الطرف الوحيد الذي التزم بالاتفاق، دون ان يحصل على اي إمتيازات حتى في حدودها الدنيا، ومنح اكثر من فرصة للاطراف الاوروبية لتعويضه عن الخسائر التي لحقت به، او على الاقل ان تلتزم تلك الاطراف بتعهداتها كما جاء في الاتفاق، ولكن دون جدوى.
تجربة ايران مع ترامب خلال السنوات الاربع الماضية ، اكدت ان ايران لن تتفاوض على ما تم التفاوض عليه. وان ترامب رحل وهو يحمل في قلبه حسرة اتصال من طهران. لذا فإن بايدن ليس في وضع يمكنه من وضع الشروط لاجل العودة الى الاتفاق النووي، بعد انسحاب بلاده من الاتفاق من جانب واحد، لذا ليس امام بايدن من خيار، الا وقف الحرب الاقتصادية الارهابية ضد ايران فورا، وتعويضها عن الخسائر التي لحقت بها، لو اراد حقا عدم تكرار تجربة ترامب الفاشلة مع ايران.
العالم اليوم بات يراقب قادة امريكا الجدد، كما قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ليرى هل سيتخلون عن الأسلوب المدمر وغير القانوني والبلطجي للإدارة الأميركية الحالية، وهل سينتهجون التعددية والتعاون واحترام سيادة القانون أم لا؟.
سعيد محمد ـ العالم
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً