مقالات مختارة
استبعد المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري في تصريحات له مؤخرًا أن يكون لنتائج الانتخابات الرئاسية في بلاده أي تأثير على وجودها العسكري بسوريا، وقال: "أيًا كان الفائز في الانتخابات لا أتوقع حدوث أي تغيير في نقاط وجود الوحدات العسكرية الأمريكية في سوريا ولا في العقوبات المفروضة على دمشق ولا في إرادة واشنطن تجاه دمشق"، مشيرًا إلى أنّ "بلاده تعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية وتريد خروج وحداته من سوريا إذ يعد ذلك السبب الرئيسي في توتر العلاقات مع تركيا" على حد تعبيره. فهل ستبقى مجريات الوضع السياسي السوري على ما هي عليه فعلاً بعدما حسمت مسألة الرئاسة الأمريكية لصالح جو بايدن؟.
المحلّل الاستراتيجي السوري الدكتور أسامة دنورة قال لموقع "العهد الإخباري" إنّ "نجاح جو بايدن يحمل مؤشرات متباينة بالنسبة لسوريا، فهو من جهة يتحدث بصورة سلبية جداً ضد الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان، ووصل الأمر إلى حد قوله إنه يجب العمل على اسقاطه بالانتخابات، ولكنه بالمقابل عبّر عن دعمه للأكراد في تركيا، وبالتالي قد يعني ذلك أيضًا ميله لتعزيز القوى الانعزالية والانفصالية في الشمال الشرقي لسوريا".
وأضاف "من جانبٍ آخر اذا شهدت العلاقات الإيرانية - الأمريكية نوعًا من الانفراج فممّا لا شك فيه أن ذلك سينعكس على أجواء المنطقة برمتها، كما تحمل المؤشرات المبدئية، والتي اعتبر البعض أنها تحمل نوعاً من إرهاصات فتور علاقة إدارة بايدن مع نتنياهو ومحمد بن سلمان، كما تحمل معها فرص الحد من تصاعد التوتر الذي يغذيه أصحاب الرؤى المتطرفة الذين دعمهم ترامب في المنطقة".
وتابع الدنورة: "بايدن صرح بأنه سيبقي على الوجود الامريكي في شرق سورية، ولكن واقع الأمر انه قد بات من العسير استعادة الخطاب المتشنج تجاه سورية لدى الغرب بعد سقوط ورقة الإرهاب من جهة، واستحالة أو شبه استحالة توسيع التدخل العسكري الأمريكي من جهة أخرى، الأمر الذي يجعل مستقبل الالتزام الأمريكي بالإبقاء على وجود عسكري في شمال شرق سورية موضع شك، فلا أُفق استراتيجي واضح لتوظيف هذا الوجود سياسيًا".
وأكد الدنورة أنه " يجب ألّا يهمل واقعٌ مفاده أن التحالف الامريكي مع "إسرائيل" والسعودية تاريخي واستراتيجي، ومع تركيا أيضاً في إطار الناتو، ولذلك فليس من المستبعد على الإطلاق أن يشهد خطاب بايدن الانتخابي تحولًا جذريًا باتجاه هذه الأطراف جميعها، وبالتالي فمن يعتقد بأنّ بايدن "جيمي كارتر" جديد قد يكون أخطأ القراءة فيما يتعلق بالظرف التاريخي والاستراتيجي، ولذلك فمعادلات الصراع الأساسية لا يمكن أن تتأثر في الجوهر بتغير الإدارات دون تغير توجهات الدولة العميقة، وطبيعة السياسات الإمبريالية للولايات المتحدة".
وختم الدنورة حديثه لـ"العهد" الإخباري بالقول: "من هنا نفهم تصريحات المرشد السيد علي الخامنئي والرئيس بشار الأسد حول عدم التعويل على أي تغير في الإدارات، بل إن التعويل في الجوهر يجب أن يكون على بناء القدرات الذاتية، وتكريس التحالفات الإقليمية والدولية ذات المصداقية والديمومة لمواجهة نزعات استعمارية تدخلية غربية - اسرائيلية لا يُتوقع ان تشهد انزياحات جذرية مهما تغيرت الادارات والحكومات".
علي حسن ـ العهد
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً