الثبات - إسلاميات
نحب ونكره، نعطي ونمنع، نتعايش في هذه الحياة بكل تفاصيلها من خلال معتقد نحمله في قلوبنا، نؤمن به ونعبده لرضاه وشكره على هذه النعم، وهذه المعتقدات تختلف من شخص إلى آخر، إلا أنّ هذه الاختلافات كلها لا تصح منها إلا واحدة، لأنّ الحق واحد ولا يتعدد، أمّا الباطل فيتعدد ويتشكل. الدين عند الإسلام والدليل ما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} سورة آل عمران-الآية 19، ومن اعتقد بهذا المعتقد وأخذ به فقد نجى، ومن زاغ عنه فقد خاب وخسر، ونحن نقرأ هذا إلا أننا لا نعرف ما معنى المعتقد!
تعريف العقيدة لغة واصطلاحاً:
لغة: أصل اشتقاق كلمة العقيدة من (عقد)، وهي في اللغة مَدارها على ثلاثة معانٍ؛ اللزوم، والتأكد، والايثاق، نحو قول الله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ} سورة المائدة-الآية 89، وتعقيد الإيمان يكون بعزم القلب عليه، والعقود هي أوثق العهود، ومنها قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} سورة المائدة - الآية 1.
اصطلاحاً: الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده، والعقيدة في الدين ما يقصد به الاعتقاد دون العمل؛ كعقيدة وجود الله وبعث الرسل. والجمع: عقائد وخلاصة ما عقد الإنسان عليه قلبه جازماً به؛ فهو عقيدة، سواء كان حقاً، أم باطلاً. انطلاقاً من هنا شرع الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في شرح متن السنوسية، وألزم طلاب العلم في كلية الدعوة الجامعية حفظها متناً وشرحاً، ليسيروا على طريق واضح سليم لا تشوبه شائبة بإذن الله.