الثبات - مقالات
البلاغة في الحديث النبوي
"الصناعة اللغوية"
الشيخ المحدث نور الدين عتر
هذا عنوان جامع لميزات متعددة من مميزات البلاغة النبوية تكلم عليها الرافعي وأضاف إليها عنواناً آخر هو صناعة البيان، فنتكلم الآن في الصناعة اللغوية، ثم نتلوها بالبيانية.
قال الرافعي: " إذا نظرت فيما صح نقله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم على جهة الصناعتين اللغوية والبيانية: رأيته في الأولى –يعني الصناعة اللغوية- مسدد اللفظ محكم الوضع، جزل التركيب، متناسب الأجزاء في تأليف الكلمات، فخم الجملة، واضح الصلة بين اللفظ ومعناه واللفظ وضريبه في التأليف والنَّسق، ثمَّ لا ترى فيه حرفاً مضطرباً، ولا لفظة مستدعاة ولا مستكرهة عليه ...".
يتمم هذا قول العقاد: "وسر ذلك أنَّه يريد أن يبلغ، أو يريد أن يصل إلى سامعه، ولا يريد أن يقيم بينه وبين السامع حاجزاً من اللفظ الغريب، أو المعنى الغريب ...
وقد عُرِفَ عن النَّبي صلى الله عليه وسلم في حياته الخاصة والعامة أنَّه كان قليل الكلام، معرضاً عن اللغو، لا يقول إلا بالحق، وإن قاله في مزاح، فمن ثمَّ لا عجب أن يخلو كلامه من الحشو والتكرار والزيادة، فإذا كرر اللفظ بعينه كما جاء في بعض المعاهدات، فذلك أسلوب المعاهدات الذي لا محيص عنه، لأنَّ تكرار النَّص يمنع التأويل عند اختلافه".