الثبات - إسلاميات
تربية الأولاد
زرع الثقة في الأبناء
يطمح كلُّ أب وأم بأن يكون أطفالهم دائماً بصحة نفسية وجسدية سليمة خلال حياتهم منذ ولادتهم، وتعتبر مشكلة فقدان الطفل ثقته بذاته من أكثر الأمور التي تسبب الإزعاج للوالدين، حيث يكون الطفل غير متجاوباً في الكثير من المواقف كما أنَّه يكون في أغلب الأوقات لا يندمج مع الآخرين ولا تكون عنده الجرأة اللازمة التي تجعله يتحدث ويتحاور مع الآخرين كما أنَّه يخاف كثيراً من الذهاب إلى المدرسة أو مخالطة الآخرين مما قد يؤدي تأخر مستواه الدراسي.
ويحتار الوالدين عادة في حل تلك المشكلة ويحاولان بكل قوتهما تعزيز ثقة طفلهما في نفسه، وفي الحقيقة هناك الكثير من الطرق التي تساعد في حل تلك المشكلة خاصة في السن الصغيرة حيث ينصح دائماً بضرورة علاج فقدان الطفل ثقته بنفسه في الصغر حيث يسهل العلاج في التخلص من تلك المشكلة كلما كان عمر الطفل أصغر.
من الإشارات الواضحة التي يمكن للوالدين من خلالها التعرف على ابنك الذي يعاني من عدم الثقة بالنفس:
1- السلبية التامة، أو الانزواء بعيداً في حال اعتداء أحد الأصدقاء عليه.
2- يلجأ للتقليد الأعمى دون إعمال الفكر.
3- التردد والإحساس بصعوبة اتخاذ القرار رغم وجود البدائل أمامه.
4- يكثر من الوعود؛ بأنَّه سيفعل ويفعل، وكثيراً ما يخلف.
5- لا يثق فيما يقوله الأب، وما تحكيه الأم، ودائماً ما يطلب منهما تأكيدات ليثق.
6- لا ملامح خاصة تميزه؛ يذوب في شخصية الغير ويصبح تابعاً له، ولا يفعل شيئاً بدون رأيه.
7- تجدينه عصبياً، انفعالياً، غير مستقر، متشنجاً في المواقف، ومتقلب المزاج.
8- البعض منهم -أو منهن- تنقلب معهم عدم الثقة بالنفس إلى التظاهر بالتعالي والتكبر والغطرسة، وسرد قصص وهمية لأعمال وبطولات ينسبها لنفسه.
كيف نزرع الثِّقة في نفس الأبناء:
1- تكليفه ببعض الطلبات، والحاجيات.
2- تُجْلِسه مع الكبار، بشرط أن يكون مميِّزاً، في هذا المقام حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه: "أخبروني عن شجرةٍ مَثَلُها مثَل المؤمن؟، فجعل القوم يَذكرون شجراً من شجر البوادي، قال ابنُ عمر: وألقي في نفسي أو روعي أنَّها النَّخلة، فجعلتُ أريد أن أقولها، فإذا أسنان القوم، فأهاب أن أتكلَّم، فلمَّا سكتوا، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: هي النَّخلة"، فقد تشرَّف هذا الصحابيُّ الصغير بحضور مَجلس النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فاستفاد فائدةً عظيمة، بأن أصبح مِن أكبر علماء الصحابة.
وإذا لمستَ من ابنك فِطنة ونباهةً، فاحرِص عليه كثيراً؛ لذا كان عمر رضي الله عنه يحرص كثيراً على ابنه عبدالله، فيفرح بوجوده في مَجلس النبيِّ صلى الله عليه وسلم، كما في الحديث السابق؛ بل ودَّ رضي الله عنه أنَّ ابنه أخبر باسم الشَّجرة، ليفتخر بذلك ويَفرح، قال عبدُالله: فحدَّثتُ به عمر فقال: "لو كنتَ قلتَها، لكان أحب إليَّ مِن كذا وكذا".
وكان عمر رضي الله عنه يحرص على حضور ابن عبَّاس رضي الله عنهما في مجلسه - وكان صغيراً وقتها - مع كِبار الصحابة؛ عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: "كان عمر رضي الله عنه يُدخِلني مع أشياخ بدر، فكأنَّ بعضهم وَجد في نفسه فقال: لِمَ تُدخِل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنَّه من حيث عَلِمتُم، فدعاه ذات يوم فأدخَلَه معهم، فما رأيتُ أنَّه دعاني يومئذٍ إلاَّ ليريهم، قال: ما تقولون في قول الله تعالى: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: 1]، فقال بعضُهم: أُمرنا أن نحمد اللهَ ونستغفره إذا نَصرَنا وفتحَ علينا، وسكتَ بعضُهم فلم يقل شيئاً، فقال لي: أكذاك تقول يا بن عباس؟ فقلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أَجَلُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أَعلَمَه له، قال: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾، وذلك علامَة أجَلِك ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً﴾ [النصر: 3]، فقال عمر: ما أَعلمُ منها إلاَّ ما تقول".
3- اصحبه معك للتسوُّق؛ ليتعوَّد على البيع والشراء.
4- شاوِره في شؤونك الخاصَّة، اعرِض عليه مشكلةً تعيشها، واسمع حلَّه لها، ولو كان ما تسمعه تافهاً.
5- احترِم وقدِّر أصدقاءه، وإن رأيتَ من أحدهم شيئاً ترتاب منه، اعرض على ابنك بلُطف وانصحه بأدب وترفَّق به، فلن تعدم خيراً بإذن الله.
2- القيام بتشجيع ابنك كلما أنجز عملاً.. ولو كان قليلاً أو بسيطاً.
3- تعرفيه بالصفات الإيجابية في شخصيته.
4- عدم مقارنته بأحد من أبناء العائلة.
5-توفير القدر الكافي من الحب والرعاية والمحبة والتواصل بصفة عامة.
6- الابتعاد عن نقده باستمرار، وخاصة أمام أقرانه وإخوانه.
7- لا تدفع ابنك للقيام بأعمال تفوق قدراته ومهاراته.
8- تدرّبيه على تكوين الصداقات، وعلميه فن المهارات الاجتماعية.
9- ألحاق الابن بنادٍ رياضي؛ فالرياضة تقوي الثقة بالنفس، وتنمي الإرادة.
10- تنمية مواهبه وقدراته؛ القراءة، الكتابة، الإصلاحات والتركيبات.