مقالات مختارة
مُنيت الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي بفشل ذريع وهزيمة كبرى لم تشهدها منذ 75 عاماً وذلك بعد رفض المجلس الأممي مسودة القرار الأميركي الرامية إلى تمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران منذ 13 عاماً، في مؤشر واضح لعزلة واشنطن في الساحة الدولية حيث عارضت روسيا والصين المشروع الأميركي وامتنع آخرون عن التصويت، لتبقى أميركا وحيدة تساندها "الدومينكان".
تصويت مجلس الأمن على المشروع الأميركي كشف بشكل لا لبس فيه ولا غموض عزلة أمريكا الكاملة، بعدما سعت واشنطن على مدى أشهر عبثًا إلاّ أن النتيجة كانت مثل هذا التصويت، بل ما فضحهم أكتر أن شركاءهم لم يواكبوهم، فيما كانت روّجت الإدارة الأميركية أن الفيتو هو ما يمكن أن يحول دون تمرير مشروعها في حين لم تكن هنالك حاجة إلى الفيتو فقد فشل في الحصول على الأصوات اللازمة.
وعن دلالات هذا السقوط المدوّي لأميركا، رأى المحلل السياسي الإيراني أمير الموسوي، أن تصويت مجلس الأمن ثبّت قرب المجتمع الدولي من إيران وأن الأمريكي هو المعزول والمنزوي، وليس العكس كما يصوّر الإعلام الغربي"، واعتبر أن هذا الفشل الأمريكي سيستمر طالما الإدارة الحالية حاكمة بعدم منطقيتها وانسانيتها وفقدانها لأيّ من أخلاقيات السياسة الدولية، وطالما المشاريع الأمريكية تفتقد إلى المنطق والقانون والعرف الدبلوماسي المتعارف عليه.
وأشار الموسوي إلى أن البلطجة الأمريكية دائمًا تتصرف بصورة غير قانونية بسبب غرورها وغطرستها وأسلوبها الخشن إذ تتصور أنها بالقوة يمكن أن تحقق بعض الأهداف إلاّ أنها اصطدمت هذه المرة بالجدار الدولي والمنطقي والقانوني للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ولفت الموسوي إلى أن هزائم الإدارة الأمريكية كثيرة، حتى أن قانون قيصر قد ولد ميتًا بسبب التعاون الحاصل بين محور المقاومة الذي ازداد قوة وعملًا وتواصلًا إذ حاولت واشنطن الاعتداء على طائرة مدنية لكسر هذا التعاون.
الموسوي وفي سياق حديثه لـ "العهد"، أكد أن الإدارة الامريكية حتى اليوم لا تملك أي ورقة رابحة لذلك تتمسك بأي حادثة لتصور نفسها منتصرة، مشيرًا إلى أنّ الزوبعة الإعلامية التي حصلت في اليومين الماضيين حول تضخيم موضوع التطبيع الإماراتي مع العدو الصهيوني واعتباره نجاحًا للإدارة والسياسة الامريكية ومحاولة الاستفادة من انفجار بيروت للظهور بصورة إنسانية هي من الحوادث التي تحاول واشنطن الاستثمار فيها، ولفت المحلل السياسي الإيراني إلى أن موضوع مصادرة أربع سفن الذي رُوّج له مؤخراً هو خبر كاذب لتغطية الفشل الكبير والمدمّر الذي حصل للإدارة الامريكية في عدد من الملفات.
وحول خيارات الأميركي في ظل هذا الوضع المتأزم الذي يعيشه، اعتقد الموسوي أن إدارة ترامب ستحاول أن تتدارك الأمر لكي لا تعطي هذه الورقة للحزب الديمقراطي، وربما يكون ذلك بتنازل كبير، لأن فرصة ترامب غير مؤاتية لتصعيد المواجهة، خاصة أنه يدرك أن أيّ مواجهة سيقابلها ردًا إيرانيًا وهزيمة كبيرة كما حدث في عين الأسد وفي مضيق هرمز ومحاولته الفاشلة في استخدام الحروب السيبيرية.
وخلص الموسوي إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تعد تثق بالإدارة الأمريكية الحالية، وكل ما بعثت الأخيرة برسائل يقابلها الجانب الإيراني بالتجاهل، لكون الإدارة الامريكية غير واقعية وغير جادّة وربما تهدف من رسائلها كسب نقاط للمرحلة الانتخابية.
إذًا، أميركا تواجه فشلاً في ملفات حساسة بالنسبة لها وقد ظهر ذلك بشكل جليّ في مجلس الأمن الدولي في سعيها اللامنطقي والبلطجي لتمرير قرار تمديد العقوبات التسليحية على إيران، حيث إستطفّ المجتمع الدولي إلى جانب الحق الإيراني وحوصرت أمريكا في الزاوية لذا تحاول الأخيرة العمل على بلورة انتصارات وهميّة لإخفاء هزيمتها.
العهد ـ مهدي قشمر