عيد الأضحى المبارك .. فضله وآدابه

الخميس 30 تموز , 2020 01:41 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات 

 

 عيد الأضحى المبارك

فضله وآدابه

 

شرع الله تبارك وتعالى بعد كلِّ موسم للطاعات عيداً يفرح فيه المؤمنون بفضل الله تعالى ونعمه ومن هذه الأعياد عيد الأضحى، يوم عظيم، بل عند بعض العلماء أفضل أيام الدنيا وأفضل من يوم عرفة؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ"، وأقسم الله عز وجل به فقال: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة".

 وهو يوم الحج الأكبر؛ لأنَّ أكثر أعمال الحج فيه، فالحجاج فيه يدفعون من مزدلفة إلى منى يرمون الجمرة الكبرى، ثم يحلقون رءوسهم، ويذبحون هديهم، ويطوفون طواف الإفاضة، ثم يدفعون إلى منى للاستقرار بها أيام التشريق، وهو يوم عيد المسلمين ومعه أيام التشريق، التي قال الله تعالى عنها: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} قال ابن عباس: الأيام المعلومات هي العشرة، والأيام المعدودات هي أيام التشريق.

وقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ"، ويوم القر هو اليوم الحادي عشر، أي: اليوم الأول من أيام التشريق التي يستقر فيها الحجيج بمنى، وقال صلى الله عليه وسلم: "أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ"، وقال صلى الله عليه وسلم: "يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ".

وفى مثل هذا اليوم من سنة تسعٍ، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّاً إلى أبي بكر أمير الحج ليتلو على الناس في موسم الحج قوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} [التوبة: 3]؛ أي: ورسوله بريء أيضاً من المشركين. فتلاها علي وأبو هريرة على الناس في منى: "أَنْ لا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ".

 

آداب يوم عيد الأضحى

 

1- تهنئة المسلمين بعضهم بعضاً كما كان الصحابة يهنئ بعضهم بعضاً بـ"تقبل الله منا ومنكم". 

2- تكبير الله تعالى مطلقاً في البيوت وفي الطرقات والأسواق، أو مقيداً دبر الصلوات إلى عصر ثالث أيام التشريق.

3- الأضحية شكراً لله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2]، وما تقرب العباد لله تعالى بقربة في هذا اليوم أفضل من إراقة دم إلا صلة رحم، كما قال طاوس رحمه الله، ووقت الذبح في الأضحية ممتد إلى ثالث أيام التشريق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "كل أيام التشريق ذبح".

4- اغتنام هذا اليوم بالطاعة وعدم الغفلة عنه؛ لأنَّ كثيراً من الناس يغفلون عن فضله، وصار العيد في عرف الكثير أنَّه يوم عصيان، فيعصون الله تعالى، والعبادة وقت الغفلة متأكدة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ"، وقال صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ الصَّلاَةُ فِي جَوْفِ اللَّيْل".

5-التوبة النصوح، وتجديد العزم على الإحسان في عبادة الله تعالى، وفي معاملة الخلق.

6- يحرم صوم يوم النحر وأيام التشريق؛ لأنَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ".

7- الحرص على أعمال البر والخير من صلة الأرحام، والصدقة على الفقراء والمساكين وإطعامهم، وترك التحاسد والتدابر، والتوسعة على الأهل والعيال بما أحله الله تعالى.

8- الحذر من الذنوب والمعاصي؛ فيوم العيد يوم طاعة وعبادة وتجديد الميثاق والعهد مع الله تعالى على الطاعة. قال سفيان الثوري رحمه الله: إنَّ أول ما نبدأ به في عيدنا غض أبصارنا، 

9- الحذر من التدابر والتشاحن والبغضاء، "لا تَحَاسَدُوا وَلا تَبَاغَضُوا وَلا تَقَاطَعُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَاناً".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل