الثبات - إسلاميات
لمن فاته الحج
أعمال يعادل أجرها الحج
رتّب الله تبارك وتعالى على حج بيته الحرام أجوراً عظيمة كأجور المجاهد في سبيل الله، ومن أهم ثمرات هذه الرحلة المباركة أن يخرج الحاجّ منها كيوم ولدته أمه صفحته بيضاء نقية، صفر السيئات ومضاعف الحسنات ورفيع الدرجات فالحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة.
وإذا أضفنا إلى تلك الأجور التي لا يحصيها إلا الله تبارك وتعالى تعلّق المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ببيت الله العتيق وحب زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة مثوى النبي الأمين عليه الصلاة والسلام ندرك لماذا يتوق كلُّ مسلم لرحلة الحج وتحلّق روحه شوقاً لبلوغ تلك الديار، والطواف بالبيت العتيق، وصعود جبل الرحمة، والانضمام لضيوف الرحمن.
لكن أمانيه تلك يحول دون تحقيقها المعوقات سواءً كانت القوانين التي تحدد أعمار الحجاج وتحدّ من أعداداهم لغايات تنظيمية، أو الظروف المانعة من مرض مقعد أو فقر مدقع أو ارتباط اضطراري، أو غير ذلك من الأقدار، فيما يلي مجموعة من الأعمال لمن لم يستطيعوا الحج لأي سبب كان، كيف يمكن لهم أن يحجوا بأرواحهم مع أن أجسادهم في بلدانهم، وكيف يمكن أن يجتهدوا في استحضار النيات واتخاذ صالح الأعمال سفينة لمرضاة الله، فيرى منهم ربهم ما يرضى به عنهم ويكتب لهم الحج وييسر لهم زيارة بيته العتيق فالحج اصطفاء واجتباء من الله وليس مهارة من العبد. نقتبس من السنة النبوية المطهرة وسائل لبلوغ أجر الحاج وتبوأ فضل هذه الرحلة الروحية، وبعض هذه الأعمال من السهولة ما يجعلها ميسرة لكل مسلم:
1- المشي إلى الصلاة في المساجد: عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة، ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة"، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم".
2- من خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إيَّاه فأجره كأجر المعتمر.
3- صلاة الفجرفي جماعة ثم ذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس وتصلي بعدها ركعتي الضحى : فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: أن ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله! ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوليس قد جعل الله لكم صلاة العشاء في جماعة تعدل حجة، وصلاة الغداة في جماعة تعدل عمرة".
4- الإعتكاف في المسجد من الفجر إلى طلوع الشمس وصلاة الضحى: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم يصلي ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة".
5- حضور حلقات العلم: عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلِّمه كان له كأجر حاج تاماً حجته".