ثقافة
((الشيخ راغب حرب ـ الموقف والسِّلاح لمقاومة الاجتياح)) كتاب موسوعي جديد للبروفيسور نسيب حطيط صدر عن دار الولاء، هوليس كتاب سيرة، بقدر ما هو كتاب مرجعي، يؤرخ لمرحلة هامة من تاريخنا الوطني المقاوم، وخصوصاً في الجنوب، خلال وبعد الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982.
في الكتاب، كشف عن معلومات لم يأت أحد على ذكرها، جمعها المؤلف بأناة وطول صبر، بعضها كان هو شخصياً مشاركاً في تفاصيلها وإن لم يأت على ذكر ذلك، تواضعاً منه، من جهة، وقناعة منه أن ما قام به، هو نتيجة قناعة راسخة، تشبع بها من مدرسة الأمام السيد موسى الصدر من جهة ثانية.
واستميح البروفيسور حطيط عذراً أني سألت عن معلومات أوردها، من بعض من عاصره في الفترة التي كان فيها الشهيد الشيخ راغب حرب، فحدثوني عن بطولات وعطاءات وتضحيات للصديق الحبيب، وبهذا فقد ابتعد عن ال "أنا"، وعن "تربيح الجميلة"، في نكران ذات، قل نظيرها.
وبشكل عام ما ورد في الكتاب الموسوعي هو تماماً كما ورد في مقدمته (ص 17) "لا يهدف إلى مناصرة تنظيم أو حزب أو جماعة أو فرد ضد بعضهم البعض، بل يؤرخ لحقبة مجيدة في تاريخ المقاومة ويحفظ تضحياتها وأساليبها وحكمتها وشجاعتها".
بمعنى آخر، واضح تماماً، "أن هذا الكتاب ينحاز للمقاومين مهما كانت اسماءهم أو أحزابهم أو معتقداتهم دون تعصب أو محاباة".
بشكل عام البروفيسور حطيط في انجازه النوعي الجديد، جاء ليسد ثغرة في جدار تاريخ المقاومة، التي لم يبادر كثير من المعنيين لتوثيقها، وحفظ الذاكرة، وتأكيد الانتماء وحفظ التضحيات ومنعاً لتزوير التاريخ، كما سبق مع مقاومين سابقين وفي طليعتهم التزوير الأموي لواقعة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين (ع)، وكل الثورات التي اعقبت كربلاء".
في انجاز البروفيسور حطيط، يقدم خدمة جليلة لكل من سيأتي يوماً على تاريخ المقاومة، وتضحيات جبل عامل بأهله وناسه، الذين جبلوا على العطاء والتضحية والوفاء، منذ مئات السنين ولما يزالوا.
تحية للصديق العزيز البروفيسور حطيط على كتابه الذي يقع في 430 صفحة من الحجم الوسط.