اسقاط طرابلس ..لتوظيفها سورياً ولبنانياً ـ د.نسيب حطيط

الخميس 30 نيسان , 2020 11:13 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

جذبت احداث طرابلس انظار المراقبين السياسيين المحليين والخارجيين خصوصاً بعد بيان جامعة الدول العربية "الغائبة والمشلولة" التي حذّرت فيه الحكومة اللبنانية وقيادة الجيش عن "انزلاق "الأمور الى "المجهول" والخطير وما يلفت الإنتباه ان الأحداث في طرابلس لم تخرج حتى الآن عن سياقها العام والمحلي المحدود الذي لايستطيع ان يوقظ الجامعة العربية من "سباتها" العميق عن أوضاع المنطقة، وخصوصاً ما يجري في اليمن وسوريا وليبيا ،بل في فلسطين المحتلة التي بادر العدو الإسرائيلي (بالنسبة لنا وليس للجامعة العربية) بتنفيذ قرارات "صفقة القرن" أحادياً ومع ذلك لم تنطق الجامعة العربية !

ما يثير الريبة والحذر من بيان الجامعة انها أصدرت بياناً لاحداث محلية تم الاعتداء فيها على الجيش والقوى الأمنية واحراق آليات عسكرية ولو حدث ذلك في بعض الدول الحاكمة للجامعة العربية لتم تعليق المشانق للفاعلين ولقطعت رؤوسهم بالسيوف حتى لو شاركوا بتظاهرة وصرخوا بشعار ولو كانوا من القاصرين ..!

الجامعة العربية لا تنطق عن الهوى بل هو "وحي" خارجي يصلها من (العم الحاكم) فتنفذ  وتفتح الأبواب للتدخل الخارجي واغتصاب الشرف العربي كما حدث في ليبيا (التي لا تتواجد فيها ايران ولا الشيعة) حيث لا زالت الحرب مستعرة بعد اسقاط القذافي "غير مأسوف عليه" ومع ذلك تحولت ليبيا الى ساحة صراع متعدد الجنسيات وخصوصاً الصراع (التركي- الخليجيي) والصراع (الفرنسي- الأميركي) والصراع الأميركي القادم في افريقيا بين (اميركا والصين)والذي سيكون للجماعات التكفيرية التي تنقل عبر تركيا وأميركا الدور الأساس في خوض الحروب في افريقيا لطرد الصين منها .

يبدو ان اسقاط طرابلس ومنطقة الشمال هدف اميركي بامتياز وقد تم اسناد المهمة الى الثنائي (التركي- السعودي) دون تنسيق بينهما بل عبر التنافس وذلك لتأمين مركز تجمع للتكفيريين الذين سيخرجون عاجلا ام اجلا من ادلب والأراضي السورية، وذلك لتشكيل امارة جديدة قريبة من الساحل السوري واللاذقية لبدء هجوم جديد يسهل الوصول الى منطق الساحل السورية لإعادة الكرّة في سوريا والبدء بمرحلة جديدة لمشاغلة واسقاط النظام خصوصاً وان طرابلس قريبة من المناطق الحساسة "مذهبياً" في سوريا وبالمعطى الجغرافي قريبة من العاصمة اكثر من الرقة والشمال السوري ..يضاف الى ذلك انها تؤمن امتداداً جغرافياً للسفارة الأميركية في عوكر مع البيئة الحاضنة وإعادة تشغيل مطار "حامات" بشكل رسمي تحت الضغط الأميركي لتأسيس قاعدة أميركية فيه قادرة على استقبال طائرات نفاثة وطائرات شحن عسكرية وربما طائرات ركاب كبيرة مع مرفأي طرابلس وجونية وتحميهم بيئة حاضنة وذلك لتحقيق التوازن العسكري مع قاعدة "حميميم" الروسية في الساحل السوري.

اما لبنانياً فقد بدأ الخطاب المذهبي على مستوى بعض المتزعمين للأخوة "أهل السنة" خصوصاً من بعض المسؤولين السابقين ومنهم العلمانيين ومع ذلك يهددون بالانفجار "السني" وانهم "قدها وقدود" ويستغلون مطالب الجائعين الذين لم يقدموا لهم شيئا عندما كانوا في السلطة فلم يفرجوا عن الموقوفين الإسلاميين الذين انتهت محاكمتهم او التي لم تبدأ بعد انقضاء سنوات على توقيفهم ولم يقوموا بتنفيذ المشاريع الإنمائية لهم ونسوهم واهملوهم في طرابلس وعكار خصوصاً، حتى الزعماء السياسيين الأغنياء في طرابلس لم يقدموا لأهلهم ولناخبيهم شيئا ثم يحاربون حكومة لا تكاد "تحبو" ولم يتجاوز عمرها الأشهر ، وهم الذين حكموا اكثر من ثلاثين عاماً!

تتعرض طرابلس لمشروع فتنة بهدف اسقاطها وتوظيفها في القضية السورية وفي لبنان ضد المقاومة وحلفائها ولإسقاط الحكومة التي تحاول اصلاح ما ارتكبه الآخرون ولن تكون قادرة بشكل كبير على ذلك بسبب تضامن المتضررين من كل الطوائف والأحزاب ..ولذا فإننا نحذر ان طرابلس على مشارف الإنزلاق الأمني والخوف ان يعيد البعض تفجير معارك داخلية في طرابلس عبر التحرش ببعض الأقليات وإعادة الموت إلى محاور القتال ..السابقة .

الخطاب المذهبي بالتكامل مع التدخل الخارجي الذي فتحت ابوابه الجامعة العربية مع تداعيات الفقر والجوع والبطالة والتحريض يحيطون بطرابلس وأهلها .. لإستدراجهم الى الانفجار الأمني واسقاطها في "ربيع لبناني دموي " ..يبدو ان لبنان لن ينجو؟!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل