تبون ينير مصباح الجزائر في افريقيا ـ فادي عيد وهيب

الخميس 30 نيسان , 2020 11:02 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

نصب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يوم الاثنين الموافق 20ابريل/ نيسان الجاري عقيد الإستخبارات المتقاعد محمد شفيق مصباح مديرا عاما على "الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية"، وبذلك تكون الجزائر قد أطلقت فعليا ذراعها السياسي والتنموي في القارة السمراء، وتعد الوكالة حسب المرسوم الرئاسي مؤسسة عمومية ذات طابع خاص، تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي، وتوضع تحت وصاية رئاسة الجمهورية مباشرة.

من جهته المتحدث الرسمي بأسم الرئاسة الجزائرية محند أوسعيد بلعيد صرح قائلا :"أن الوكالة إضافة نوعية للسياسة الخارجية للبلاد".

مهام وأهداف الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية

أولا : إحياء دور الجزائر متعدد الأبعاد في القارة السمراء وبالتحديد البوابة الخلفية لها إلا وهي منطقة الساحل والصحراء.

ثانيا : المشاركة في إعداد وتنفيذ السياسة الجزائرية للتعاون الدولي في المجال الاقتصادي والاجتماعي والإنساني والثقافي والديني والتربوي والعلمي والتقني.

ثالثا : إعداد وإنجاز الدراسات الاستراتيجية التي تساعد على زيادة فعالية السياسة الجزائرية في مجال التعاون الدولي بالدول الافريقية.

رابعا : مساعدة الافارقة المقيمين داخل الجزائر، وتنظيم دورات تدريب لهم، لاسيما في مجال إقامة مشاريع التعاون الدولي والمساهمة في ترقية العمل الإنساني والتضامن.

خامسا : توطيد العلاقات مع رجال الأعمال الجزائريين المقيمين خارج الجزائر، وتطوير علاقات التعاون مع الهيئات الأجنبية المماثلة.

سادسا : إنجاز دراسات "اليقظة الإستراتيجية" في مجال تخصصها.

سابعا : تقديم المساعدة لعمل الجهاز الدبلوماسي والوزارات المعنية من أجل التعبئة المثلى .

ولـ "وكالة التعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية" عقل استراتيجي يجمع جميع الخبرات بمختلف المجالات لتوجيه وتحريك تلك المؤسسة على الأرض، بما أن لها أبعاد أكبر بكثير من كونها مؤسسة تنموية ذات أهداف خيرية، ومن هنا تم تزويد الوكالة بـ "مجلس توجيه" يتشكل من مدير ديوان رئاسة الجمهورية، والوزير المكلف بالشؤون الخارجية، والوزير المكلف بالداخلية والجماعات المحلية، والوزير المكلف بالمالية, والأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، كما يحضر أشغال المجلس كل عضو في الحكومة معني بالملفات المسجلة في جدول الأعمال.

ويقوم "مجلس توجيه الوكالة" بصياغة مشروع الميزانية العامة للوكالة التي تتضمن ميزانية التسيير، وميزانية التعاون الدولي والتنظيم الداخلي للوكالة، وتوزيع ممثليات الوكالة في الخارج، كما تتم على مستوى هذا المجلس مناقشة مشاريع الشراكة الدولية مع المؤسسات والهيئات المماثلة بالدول الاخرى.

كما يقوم "مجلس توجيه الوكالة" بمراجعة وتحليل عناصر استراتيجية التعاون الدولي للوكالة، ومراجعة التقرير السنوي لنشاطات الوكالة قبل عرضها على رئيس الجمهورية للحصول على موافقته.

وكالة بثوب دبلوماسي وعقل إستخبارتي

وقد أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تنصيب عقيد الإستخبارات المتقاعد محمد شفيق مصباح مديرا عاما على "الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية"، وهو أختيار موفق جدا بحكم خبرات مصباح العلمية والامنية والسياسية.

فقد شغل محمد شفيق مصباح رتبة عقيد في جهاز الإستخبارات الجزائري، وهو حاصل تخصصاته الأمنية من الأكاديمية الجزائرية لمختلف الأسلحة بشرشال (غرب العاصمة) وهي أهم أكاديمية حربية في البلاد، ومن المعهد الملكي البريطاني لدراسات الدفاع ببريطانيا.

كما أنه حصل على إجازة جامعية في علم الأجتماع من جامعة "رينيه ديكارت" بباريس،  وشهادة دراسات عليا في العلوم السياسية من جامعة "البانتيوم" بالعاصمة الفرنسية باريس، ودكتوراه في العلوم السياسية من جامعة الجزائر.

ويملك مصباح العديد من المؤلفات، كما سبق له أن مثل الدولة الجزائرية في منظمة اليونيسكو، كما عمل كصحافياً ومراسلاً للإذاعة الوطنية من باريس، ويجيد التعامل مع الاعلام جيدا، وبعد ثورات الربيع العربي بزغ نجم مصباح كمحلل أمني وسياسي للشأن الجزائري ولشؤون دول الساحل والصحراء.

بدأت ظهور ملامح جزائر تبون

اذا كل المعطيات تقول أننا نشهد تجربة جديدة لمحاربي الصحراء في أدغال افريقيا، بعد تجربة الجزائر سنة 1993م بعهد الرئيس الأسبق اليامين زروال عندما أنشأ "الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي"، والتى قام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بإلغائها بعد وصوله للحكم، فمن الواضح أن جزائر تبون هي ليست جزائر الأمس التى كانت مصابة بحالة من التبلد والتجمد الفكري والسياسي والحركي وما الى أخره، وكانت البداية واضحة منذ أن أعلن عبد المجيد تبون توليه رئاسة البلاد أنه لن يقبل بأن تكون الجزائر في موقف المتفرج تجاه ما يحدث في ليبيا ومالي، وها هو اليوم ينطلق نحو القارة السمراء لإحداث دور فعلي على الأرض عبر وكالة "التعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية" لممارسة دبلوماسية المسار الثاني عبر أدوات التنمية بعقلية رجل إستخبارات على قدر عالٍ من الفكر وهو عقيد الإستخبارات المتقاعد محمد شفيق مصباح.

والسؤال الأن هل ستنجح تلك الوكالة الجزائرية فى تحقيق ما حققته نظيرتها التركية في أفريقيا "وكالة تيكا التركية" مع فارق توجهات وأهداف كل وكالة، هذا ما سنشهده مع بداية العام الثاني في ولاية الرئيس تبون.

 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل