الثبات - الوحدة والتقريب
لم يكن الحديث عن عقيدة الإمام المهدي رضي الله عنه حديثاً عن فكرة خيالية أو مخترعة من قبل البعض في عصور متأخرة عن الإسلام، بل الحديث عنها يعد حديثاً عن صميم العقائد الإسلامية التي ما انفكت تنتقل في أذهان المسلمين ووجدانهم منذ الرعيل الأول وحتّى عصرنا هذا.
إذن هناك يوم ينتظره العالم، يسود فيه الصلح والصفاء، وذلك من خلال منقذ يوحّده، وهذه حقيقة فطرية أوجدها الله سبحانه وتعالى في النفس البشرية، وهي تعيش في أعماق عقله ويشعر بها الضمير الإنساني، والعقل أيضاً يدرك في كينونته أن العالم قائم على موازين العدالة والحق، وإلا لزم الفوضى والعبثية، وهو محال في ساحة قدسه تعالى، ومعلوم أن الإسلام يمثل الرسالة العالمية والرحمة الالهية، والدليل في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} سورة الأنبياء-الآية 107، فهذا الدين الذي أنقذ العالم من الجاهلية وظلماتها سوف يعود مرة أخرى بمصلح عالمي ينشر العدالة الربانية، ويقضي على الفوضى والجهل، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، قال تعالى: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} سورة القصص-الآية5.
أخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده بسنده عن أبي الطفيل، قال حجاج: سمعت علياً رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله عز وجل رجلاً منّا يملؤها عدلاً، كما ملئت جوراً]. ذكر الإمام الترمذي في باب ما جاء في الإمام المهدي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي]، وقال عنه الإمام الترمذي حديث صحيح. صحح الحاكم جملة من الأحاديث، كقوله صلى الله عليه وسلم: [....إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنّه خليفة الله المهدي]، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. وذكر الإمام القرطبي في كتابه (التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة)، في معرض كلامه حول حديث: [لا مهدي إلا عيسى بن مريم]:((إسناده ضعيف، والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في التنصيص على خروج الإمام المهدي رضي الله عنه من عترته من ولد فاطمة ثابتة أصحّ من هذا الحديث، فالحكم لها دونه)).
الإمام المهدي رضي الله عنه من نسل النبي صلى الله عليه وسلم: أخرج أبو يعلى وابن حبان عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً، ثمّ يخرج رجل من أهل بيتي، فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدواناً أخرج أبو داوود في سننه]، وابن أبي شيبة، عن علي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: [لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً]. حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي] (رواه الإمام الترمذي وأبو داود) وفي رواية لأبي داود: [يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي].
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً يملك سبع سنين] (رواه أبو داود وغيره)، حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [المهدي من عترتي من ولد فاطمة] (رواه أبوداود). حديث علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة] (رواه أحمد وابن ماجه)، حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطى المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً -يعني حججاً-] (أخرجه الحاكم ووافقه الذهبي). حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ينزل عيسى بن مريم، فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا، فيقول: لا، إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة] (رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده بإسناد جيد كما قال ابن القيم في المنار المنيف) أحاديث صحيحة في كتب قيمة لم يعرف عنها كذب أو تدليس، تذكر أحاديث صحيحة للنبي صلى الله عليه وسلم يذكر فيها الإمام المهدي رضي الله عنه، ويؤكد نسبه، ويعيده إليه نسباً أي إلى سيدنا علي وسيدتنا فاطمة الزهراء رضوان الله عليهما.