الثبات ـ الوحدة والتقريب
طوفان الأقصى يسلك طريقه نحو النصف عام وقد يزيد، حرب هوجاء ارتكب فيها الاحتلال الصهيوني أبشع الجرائم، إلا أن الغريب في الأمر حالة المسلمين خارج فلسطين المحتلة، مشتتين متفرقين، كل يحمل مذهبه ويمضي به، مدافعاً عنه بكل ما أوتي من قدرة علم، متناسين بذلك الإسلام الجامع لكل هذا الشتات، فالمذهبة لا تخرجك من الملة، لهذا من الواجب عليك أن تخضع لقوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} الآية...وتتفقد أحوال المسلمين، وتنظر حالهم، وتضع يدك في أيديهم حتى تكون قوة واحدة في وجه الظلم والظالمين، والطغاة والمستكبرين.
إن الدعوة إلى الوحدة الإسلامية أمر واجب على كل مسلم ومسلمة، استجابة لهدي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حيث أن طبيعة الإسلام قائمة على توحيد الله تعالى بالذات والصفات والأفعال، والتي تهدف لجعل المسلمين كتلة واحدة، مجتمعين على عقيدة واحدة وعبادة واحدة وشريعة واحدة وقبلة واحدة وغاية واحدة. ومن أهم مرتكزات الوحدة الإسلامية، هو العمل من خلال المجتمع، فالمجتمع ضروري بوحدته لتشكيل الوحدة العامة، وهي المتعلقة بكل العلاقات التي تكون بين الفرد والفرد، وبين الفرد والمجتمع، وبين المجتمع والفرد، فإذاً هذا الأساس الثاني الضروري لتكوين الوحدة في الأمة الإسلامية.
لقد حذر الإسلام من سفك الدماء بين المسلمين، ودعاهم إلى التفاهم والتراحم فيما بينهم، كي يكونوا كتلة واحدة يحسب لها ألف حساب إذا ما فكر أعداء الأمة المساس بها؛ لهذا من الواجب علينا أن نكون دعاةً للوحدة الإسلامية.