الثبات - الوحدة والتقريب
عنوان كبير لعالم جليل من علماء الوحدة الإسلامية، يشمل الجميع عرباً وأعاجم، مسلمين ومسيحيين، كل من يدعو بالعيش المشترك القائم على العدل والمساواة بين أبناء الشعب الواحد، والكل في مواجهة الاستكبار والظلم الذي تعيشه الأمة الآن، عنوان له أثر كبير في النفوس النقية الصافية "أمّة واحدة...شعوب متعارفة" يقول فيها سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه شارحاً ومبيناً المعنى العميق لهذا الشعار العظيم:
نحن عندما نقرأ في القرآن الكريم نجد آيات محكمات، وهناك آيات متشابهات، وهي تحمل على المحكمات، إلا أن المريضين قلبياً يتبعون المتشابه منه بغية الفتنة، والدليل في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} سورة آل عمران-الآية 7.
الله سبحانه وتعالى أخبرنا أن هذه الأمة أمة واحدة، قال الله تعالى: {وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} سورة المؤمنون-الآية 52، نجد في الآية السابقة جمالية البلاغة، إعجاز قرآني، والتقدير يكون بـــــــــ: "إن الأمة الواحدة هي أمتكم"، هنا (أمتكم): خبر مقدم، وقدم الخبر لاعطاء المعنى جمالية عظيمة، وهنا نستطيع القول بمعنى: أنت أيها المسلم تنتسب إلى الأمة الواحدة، وبذلك لا يجوز لك أن تنتسب إلى غير الأمة الواحدة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة))، ومن شذ عن هذه القاعدة فالنار أولى به.
هناك علماء صالحون يبينون ويجمعون الأمة على الكلمة، وهناك من ضل عن الطريق وأضل مريديه ومن يتابع معه، وهذا لأنه ترك كتاب الله وسنة نبيه من خلال عدم فهم النص الرباني والنبوي. منبر الوحدة قديم وليس بجديد، وبقي العلماء ينادون بالوحدة ويجمعون الأمة حتّى عام 2008م، بعدها دخل الغرب في مجتمعاتنا من خلال بعض رجال الفتنة الذين غرتهم الدنيا بمالها وشهواتها ليعيثوا فساداً ببلداننا. كم نحن بحاجة اليوم لمنبر وحدوي يجمع الكلمة، ويسد الشرخ الذي عمل عليه بعض المغرضين هنا وهناك.