لينان يحتاج مواقف القامات الكبيرة ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 29 نيسان , 2020 09:03 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

معلومات صحفية تقاطعت، أن حزب الله أبلغ الفرنسيين بأن "استمرار سياسة التجويع والإنهيار الإقتصادي التي تعتمدها واشنطن ضد لبنان بمؤازرة جهات داخلية، سوف تفتح البلد على المجهول..، والحزب من موقعه لن يقف موقف المتفرِّج على انهيار البلد وتسليمه للعصابات والمتآمرين".

اللبنانيون بعد 17 تشرين وقبل انتشار الكورونا، كانوا يتخوفون من نزول شارعٍ مقابل شارع، لكن الحجر المنزلي الذي فرضه الوباء عمَّم الفقر والحاجة على الجميع، وباتت مواجهة "الشارعين" أقرب من أي وقتٍ مضى، لكنها مؤجلة بانتظار الفرج الآتي من خطة رفع التعبئة التي أقرَّتها الحكومة على خمسِ مراحل، وربما تكون العودة التدريجية الى أسواق العمل الراكدة محاولة لإستيعاب تداعيات الإنفجار.

غالبية الذين يخرقون قواعد التدابير الحكومية في النزول الى الشارع، يُمارسون تحدٍّ ليس فقط للتعبئة، بل للحكومة بكل إجراءٍ تتخذه، والمواجهات غير المسبوقة مع الجيش اللبناني، مقصودة عن سابق تصوُّر وتصميم من الأدوات التي تُحرِّكها الجهات الداخلية، في تنفيذٍ سافرٍ للأوامر الأميركية، لتركيع حكومة الرئيس حسان دياب وتطبيق سياسة  "الحرب الناعمة" عبر تجويع الناس أسوةً بما تفعله أميركا في فنزويلا، لكن هذه الحرب تستهدف منذ أكثر من ثلاث سنوات عهد حليف حزب الله الرئيس ميشال عون، وتستهدف اليوم السلطة التنفيذية الفعلية لهذا العهد، لأن حكومة الرئيس دياب حققت خلال سبعين يوماً ما لم تحققه حكومات الثلاث سنوات الماضية من عمر العهد، كما قال فخامة الرئيس صراحةً.

لا المواقف المشبوهة للبعض خلال وجودهم في دار الفتوى منذ أيام، ولا محاولة البطريرك الراعي حماية حاكم مصرف لبنان ومعه حكماً جمعية المصارف، تعطي دفعاً لأي شارع مذهبي أو سياسي أن يأخذ مداه في العبث بالأمن الإقتصادي للناس حتى النهاية، لأن الأحزاب - وفي طليعتها حزب الله - التي تمتلك شارعاً حقيقياً، تُدرِك أنها تخوض معركة وجود لبنان بمواجهة المؤامرة الأميركية، التي تُنفِّذها أدوات داخلية هي في خصومة حاقدة على حزب الله وحلفائه، وما يحصل من "تصرفات شوارعية" ترتدي طابع العنف، من طرابلس الى الذوق الى جل الديب ووسط بيروت وصولاً الى البقاع الأوسط ،هو أخطر ما يتعرَّض له لبنان المُعاصر عبر الإستغلالِ الرخيص، حتى في ظروف الوباء القاتل.

في هذه الأوضاع الخانقة، نشعر أننا في مواجهة مع كورونا سياسية، وأن أجهزة التنفس الإصطناعي لن تؤمنها للوطن والشعب والدولة سوى مواقف القامات الكبيرة، ونتوجَّه الى سماحة السيد حسن نصرالله بالقول:
سواء كان قدَرُك أن تتلقَّف كُرات النار بيديك وبصدرِك، أو كانت ثقة اللبنانيين بصدقك ووطنيتك عبئاً عليك، فإن القامات الكبيرة مكتوبٌ عليها مواقف كبيرة في الملمَّات، ونحن بانتظار أية إطلالة ما من سماحتك، تكون كالعادة باترة للأيدي التي بالغت في التطاول، وتقطع حبل أحلام الفاسدين الذين يحلمون بالعودة الى السراي بعد تجربتنا مع حكومة الدكتور حسان دياب وأدائها المُبهِر رغم الظروف، وما كان رهاننا عليك خائباً في يومٍ من الأيام...

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل