الثبات ـ ثقافة
في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، يقضي الفلسطيني سامي فؤاد معظم أوقاته داخل غرفته التي حولها إلى ورشة لصناعة فوانيس، بإنتظار حلول شهر رمضان ليوزعها على الأطفال.
فؤاد صاحب ال 30 عامًا يعمل في مجال الإرشاد والترفيه النفسي للأطفال الأيتام بجمعية خيرية في غزة، ويوضح أن الفلسطينيون في غزة وعلى الرغم من ظروفهم الصعبة، إلّا أنّهم يحاولون استقبال شهر رمضان بالأمل في أن يزول الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات.
مبادرة صناعة الفوانيس وتوزيعها على الأطفال
يشير فؤاد أن أسعار فوانيس رمضان في الأسواق مرتفعة جدا ولا يستطيع معظم الناس في غزة اقتناءها بسبب ظروفهم الصعبة، لذلك قررت صناعة الفوانيس بتمويل من إحدى المؤسسات الخيرية الفلسطينية، باستخدام إمكانيات بسيطة مثل الأوراق الملونة والخرز وبعض قطع الزينة البلاستيكية، وتوزيعها على الأطفال مجانا لإدخال الفرحة إلى قلوبهم في شهر رمضان.
الحجر الصحي
وبسبب خصوصية شهر رمضان هذا العام الذي سيقضيه الأطفال في منازلهم ضمن تدابير الوقاية من فيروس كورونا، أراد فؤاد أن يهديهم فوانيسه ليلعبوا بها ويقضوا أوقاتا ممتعة داخل بيوتهم، وينشر البسمة والفرح على وجوه الأطفال لأكير عدد من أطفال غزة.
وفي إطار توسيع مبادرته، يشير فؤاد إلى أنه يعمل حاليا على تعليم الأطفال صناعة الفوانيس داخل منازلهم بمعدات ومستلزمات موجودة داخل المنازل ليتمكنوا من استغلال أوقاتهم بطريقةٍ مثلى.
وتتم عملية تدريب الأطفال في الوقت الحاضر إلكترونياً، بسبب حالة الحجر المنزلي التي يلتزم فيها معظم أهالي قطاع غزة، حيث يتواصل معهم “فؤاد” عبر البث المباشر على منصات التواصل الاجتماعي.
تكلفة بسيطة
وفيما يتعلق بتكلفة صناعة الفوانيس، يؤكد فؤاد إلى أنّ الأمر يخضع لحجم وتصميم كل فانوس، فتتراوح التكلفة بين دولار واحد و10 دولارات، وإجمالا هذا السعر يعتبر أقل من أسعار الفوانيس التي يتم استيرادها من الخارج، والتي تكون غالباً ذات جودة رديئة.
ويبيّن أنّ العقبات التي يواجهها في عمله بسيطة، كونه لا يحتاج لمعدات كبيرة، وتتركز في الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي لعدة ساعات الأمر الذي يعطل الإنتاج.
ويعاني قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، أوضاعا اقتصادية ومعيشية متردية للغاية، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ ما يزيد عن 13 عاما.