( ثرثرات التحرير )

الخميس 16 نيسان , 2020 10:08 توقيت بيروت ثقافة

الثبات ـ ثقافة

 

سرقَ الوقت منا

ولم نشعرْ بالحياةِ

سارَ بنا مسرعاً قطارُ العمرِ

يجتاحُ الايامَ والشهورَ والسنواتِ

لم تبق سوى ابتسامةٌ صفراءُ

ودلالُ عجوزُ ...... وبعضُ غبار الذكرياتِ

في نادي المهمشينَ

في ميدانِ التحريرِ

احملُ كأساً نصفهُ ممتلأَ بالطلاء

واسكبُ فوقهُ قليلاً من الألامِ والجراحاتِ

حتى أستطيعَ البدء بالألقاءِ على أسماعهم

أخرَ ماكتبتُ من التفاهاتِ

أطربُ أسماعهم من حقيقةِ الخيالِ

قريبٌ بعيدُ المنالِ

صدقٌ كذبُ المقالِ

من وهم الزمانِ

فقدانُ بوصلةُ الخرائط

يحركونَ افواههم لبعضِ الوقتِ

يقهقهون قليلاً يبكون قليلاً

ويصفقون لي قليلاً

وبعدها ارحلُ انا والمفرداتِ

ينعتوني بالمجنونِ

صاحبُ شطحاتِ

تسمعهم منصةُ الشعرِ وتخبرني

كلما أرتقيتها

أخبرهمُ عن قصةٍ مجتمعٍ

دمروا تراثهم

واحرقوا ثرواتهم

وباعوا أرضهم

من اجلِ حفنة من الدولاراتِ

اخبرهم ان المروءةَ ماتتْ لديهم

والكرامةُ تيتمتْ عندهمُ

وان الانسانيةَ قتلتْ من سنينٍ

بسيوفِ الجهلِ والتبريراتِ

اخبرهمْ ان غيابَ العُلا في بلادهم

صارَ يقينَ الحياةِ

وان اي شخصٍ لديهِ مبدأ

يعد من المعارضين للحكوماتِ

اخبرهمْ ان العُهرَ سمةٌ شخصيةٌ

يتحلى بها رجالُ المخابراتِ

وان الشرفَ في بلادهم

نزوةٌ من نزواتِ السلطاتِ

وان النفاقَ طريقةُ ابتساماتهم

يتجملون بها في كلِ الاوقاتِ

يربون رضعانهم على مناهجِ

الذلِ والخديعةِ

في زمانِ الحضاراتِ

كلُ واحدٍ يرى الثاني الشيطان رجيم

ويعلمون انهم سياسيون طغاة

اخبرهمْ بما وجدوا لاجلهِ

واريهمْ طرقَ الخلاصِ

طرقُ النجاةِ

وارسمْ لهم بكلِ دقةٍ

خارطةُ الوطنِ باختصاراتِ

وعندما انهي الحوارَ

ترتقي عيني بالجالسين

اجدُ واحداً يبكي

واخر يضحكُ بشدةٍ

وواحداً جالساً في عتمةِ

يعدُ باصابعهِ احرفَ الكتاباتِ

واخرجُ وانا ادركُ انهم

لم يسمعوا شيئاً من كلِ ماقلتُ

ولم يفهموا اي كلمةٍ

من الكلماتِ 

 

محمد السيد عبد الرزاق


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل