خصائص الأمة المحمدية .. "كَمالُ الشريعةِ المُحمديَة" - الشيخ محمد علوي المالكي الحسيني

الأربعاء 15 نيسان , 2020 03:01 توقيت بيروت مقالات فكريّة

الثبات - مقالات فكرية 

 

خصائص الأمة المحمدية

كَمالُ الشريعةِ المُحمديَة

 

من خصائص هذه الأُمَّةِ: أنَّ شريعتها أكملُ الشرائع، وذلك بنص القرآن، قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} وهذ إعلانٌ صريح من الحق سبحانه وتعالى بإكمال العقيدة وإكمال الشريعة، فلا نَقص يستدعي الكمال، ولا قصور يستدعي الإضافة، ولا مَحلِّيّة أو زمانية تستدعي التطوير أو التحوير، وهذا الكَمالُ هو من حَتمّياتِ العُمُوميةِ المكانيةِ والزَّمانية في هذه الرسالة، وذلك لأنَّ كُلَّ رَسُولٍ قبل خاتم النبيين، إنما أُرسِل لقومه في عصره، فهي رٍسَالةٌ خاصةٌ لمجموعةٍ خاصةٍ في بيئةٍ خاصةٍ في زَمنٍ محدود، فكانت أحكامها وشرائعها متكيفة ومحكومة بتلك المقتضيات والظروف، لتناسِبَ حالة الجماعة وحالة البيئة وحالة الزمان.

لكن لما كان النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا محمد أُرسِل لكافة الناس، فهي رسالة الإنسان في كلِّ زمانٍ وفي كلِّ مكانِ، التي تُخاطب فِطرته التي تتبدّل ولا تتحوّر، ولا ينالها التغيير، فطرة الله تعالى التي فَطرة الله تعالى التي فَطَر الناس عليها.

فَصَّلَ في الرسالة شريعةً تتناول حياة الإنسان من جميع أطرافها، وفي كُلِّ جوانب نشاطها، وتضع المبادئ الكُلية والقواعد الأساسية، فيما يتطور فيها ويتحوّر بتغيُّر الزمان والمكان، وجعلها محتوية على كلِّ ما تحتاج إليه حياة الإنسان من ضوابط وتوجيهاتٍ وتشريعاتٍ وتنظيماتٍ لكي تستمرَّ وتنمو وتتطور، وتتجدّد حول هذا المحور وداخل هذا الإطار.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل