الثبات ـ ثقافة

رغم استقرار سعر الدولار بشكل ما مؤخراً، فإن ارتفاع معدلاته خلال العامين الماضيين أثر بشكل كبير على صناعة النشر في الوطن العربي، وفي مصر خاصة، وهو ما جعل عملية شراء الكتب تشكل عبئاً جديداً على القارئ المصري والعربي، وربما أدّى هذا إلى انتشار النسخ الإلكترونية للكتب، أو رواج عملية تزوير النسخ الأصلية. لكن على الجانب الآخر، كان هذا الأمر محط انطلاق عدد من المبادرات لمواجهة هذا الغلاء، بينها مبادرة أخيرة بعنوان Rebooks، التي قد تفهم من اسمها أنها تُعنى بإعادة تدوير الكتاب، لكن كيف؟ بولا ناجي، مؤس المبادرة، يجيب على هذا السؤال:

إن الفكرة وليدة ارتفاع أسعار الكتب الأصلية، فالمبادرة التي بدأت منذ شهرين فقط، تقوم على فكرة شراء الكتب الأصلية التي لا يريدها أصحابها، ثم إتاحتها للاستعارة لمن يريد مقابل سعر رمزي، ثم إعادتها ليستعيرها آخرون وهكذا. بولا الذي لم يكمل عامة الـ23 بعد، يهتم بالمجال الثقافي منذ سنوات، من خلال المشاركة في فعاليات ثقافية، أبرزها معرض القاهرة الدولي للكتاب، إلى جانب نوادي القراءة والمبادرات الثقافية، ويدرس حالياً الدراما والنقد. ويضيف بولا أن الهدف من الفكرة هو تقليل مساحة الكتب المكدسة لدى كثير من القراء، وإعادتها للحياة من خلال المشاركة مع آخرين يريدون قراءة كتب أصلية، ولا يمتلكون من المال ما يعينهم على ذلك، موضحاً أن الفكرة لقيت رواجاً بين قراء كثر، وتجري عملية المبادلة والاستعارة حالياً بشكل فردي، لكن ستمتلك المبادرة عن قريب مقراً ثابتاً بوسط القاهرة.

ولم تقف الفكرة عند هذا الحد، إذ يشير بولا ناجي إلى أنه بصدد الإعداد لمعرض بالفكرة نفسها، وسيعتمد على عرض كتب أصلية تمتلكها المبادرة، ويمكن لأي شخص اقتناء أي كتاب، مقابل دفع ثمنه بالكامل، وعند إعادته تجري إعادة المبلغ له مع خصم مبلغ بسيط نظير الاستعارة. Volume 0%   Rebooks لم تكن المبادرة الأولى للشاب العشريني في مجال توفير وإتاحة الكتب، إذ أسس مبادرته bibliobike قبل بضع سنين، وهي تُعنى بتوصيل الكتب على دراجة يمتلكها، من المكتبة أو دار النشر إلى القارئ من دون تحمله عناء النزول والشراء، مقابل مبلغ إضافي على سعر الكتاب، كما حصل مع الوقت على تخفيضات خاصة وعروض من دور النشر بعد انتشار فكرته، التي يقول إنها متوقفة مؤقتاً حالياً.