الثبات - مقالات
نبينا عليه الصلاة والسلام
هو أول من عرّف بحق الأم والمعلم
يقول الله عز وجل: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}، في ربيع الفصول يأتينا عيد المعلم وعيد الأم، ولئن كانت الناس تحتفل بالمعلم فإنَّ أول معلم لنا هو النبي صلى الله عليه وسلم لأنه هو الذي قال: "إنما بعثت معلما ً"، فهو الذي علّم الأمّة الأمّية المتخلفة كيف تفتح أبواب الحضارة والتقدم، وهو الذي علمها كيف ترتقي إلى المستوى الإنساني ومستوى الأخلاق والمحبة، وهو الذي تدفق بميلاده العلم والهدى والنور إلى هذا العالم أجمع، فأعظم بيوم ميلاده وأكرم.
ولئن كانت الناس تحتفل في شتى البلاد بعيد الأم تكريماً لها، فإنَّ شرع الله تعالى كرّم الأم وجعل رضاه تعالى في رضاها، بل وجعل وجوب بر الوالدين مقدماً على أيّ واجب عبادي أخر، وأما النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله أحد أصحابه" من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال أمك قال: ثم من؟ قال: أبوك" فهل هناك أجلّ من هذا التكريم الذي حباه الله تعالى للأم وأكرم.
ولقد لخص لنا النبي صلى الله عليه وسلم الأمور التي يجب أن نحصّلها فقال: "تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة".
ومن هذا الحديث الشريف يتبين لنا فضل العلم والمعلم، وإن المعلم الذي يسير على شرع الله تعالى ونهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستحق كل إجلال وإكبار، وينال من عناية الله تعالى ما لا يخطر على قلب بشر.
وإنَّ مسؤولية العلماء والمعلمين لا تقل أهمية عن مسؤولية الآباء والأمهات لأن أبناء هذا الجيل أمانة في أعناقهم، فعن يحيى بن معاذ رحمه الله تعالى قال: (العلماء أرحم بأمة محمد صلى الله عليه وسلم من آبائهم وأمهاتهم، وقيل: وكيف ذلك؟ قال: لأن آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا، والعلماء يحفظونهم من نار الآخرة) .
وأخيراً : هناك دائماً من يسأل هل الاحتفال بعيد الأم حرام؟ وأنه بالأصل هو عبارة عن فكرة غربية أتت نتيجة تفكك روابط الأسرة عند الأجانب.. أقول: نعم إنها فكرة غربية، ولكن لا طقوس لها مخالفة للشريعة الإسلامية، وأما الاحتفال بعيد الأم فلا مانع منه شرعاً إذا كان بهدف إدخال السرور والسعادة على قلب الأم، رغم أنَّ للأم عند المسلمين في كل أيام السنة عيد حين تكون راضية، وذلك إبرازاً للمودة والبر والسعي للقيام بحقوقها كاملة.