الثبات ـ الوحدة والتقريب
تجلس وتبحث في زماننا لتجد وتتابع هرولة تكاد تسجل الرقم القياسي الأول لبعض العرب تجاه العدو الصهيوني الذي اغتصب أرضنا ومقدساتنا وظلم إخوتنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لترجع إلى التاريخ من بعيد ولكن بنظرة إسلامية متجردة من التزييف والكذب والتحريف.
النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدأ بنشر الدعوة الإسلامية بعد أن جاء الأمر من عند الله سبحانه وتعالى، وأخذ تأثيرها يدق العقول ويجذب القلوب العاشقة التي أعياها عبادة الجوامد من الحجارة وغيرها، سار بهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الله سبحانه وتعالى، الحبيب إلى المحبوب إلى الخالق إلى الرحمن إلى الرحيم، ولكن هذا ما دعا فراعنة قريش إلى البحث عن حل مناسب أوله الإغراء بما لذ وطاب من مال وجاه وسلطان وهذا ما يشابه واقعنا اليوم من إغراءات ترسلها أمريكا وتزيفها الصهيونية ويدفعها بعض الأعراب من الخليجيين.
جاء الرد من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه لن يترك الدعوة إلى أن يظهرها الله أو يهلك دونها، ليبدأ بعدها الحل العسكري والحصار الاقتصادي والتضييق على المسلمين الذين آمنوا بالنبي ورسالته، ولكنهم صبروا مع الحق ليفوزوا بالنعيم.
أين نحن من ذلك الموقف العظيم؟! أعيانا التشدد الديني والحكم الجائر الخاطئ الذي نسقطه على بني جلدتنا من المذاهب الأخرى دون علم ودراية بالأمر وكأننا شعب الله المختار.
زعماء محسوبون على الإسلام يهرولون تجاه الصهيونية والشعوب تتخبط وتتقسم بين المذاهب وكل يشد إلى جانبه، متى تكون الوحدة الإسلامية؟
متى نعي أن لا فرق بين مذهب وآخر؟
متى سنتحرى الخبر ونبحث عنه؟
متى سنحارب أعداء الله الحقيقيين؟
الوحدة الإسلامية مطلبنا، وهي الوحيدة القادرة على تحرير المسجد الأقصى من الصهاينة المحتلين.