الثبات - مقالات فكرية 

خصائص الأمة المحمدية

 "رفع الإصر"

الإصرُ أصله الثقل الذي يأصر صاحبه فلا يقدر على التحرك ومعنى ذلك أنَّ الله تعالى لم يوجب على الأمة المحمدية شيئاً فوق طاقتهم ولم يجعله من شرعهم كما كان ذلك على من قبلهم من الأمم.

قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

ومن تلك الأغلال والأثقال التي رفعت عن الأمة المحمدية:

-قطع موضع النجاسة:

ففي الأمم سابق كان أحدهم إن أصابت ثوبه نجاسة يتوجب عليه أن يقطعه ليطهره ولا يكفي غسله وهذا رفع عن الأمة المحمدية.

-رفع قتل النفس في التوبة:

فلما خالف بنو إسرائيل عهد موسى عليه السلام قال تعالى: {فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.

أما الأمة المحمدية فإنَّ الله سبحانه سهل لهم طريق التوبة وأخبر أنه يقبلها ويعفو عن السيئات قال تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيماً}.

-رفع المؤاخذة عن الخطأ والنسيان:

ففي الحديث أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه".

وغير ذلك من الأمور التي رفع الحرج فيها عن الأمة المحمدية.