الثبات - مقالات فكرية
ضرورة الابتعاد عن أطراف الفتنة
إن الجهاد في سبيل الله على أوضح مجالاته وحالاته، لو قام فدخل في النية ذرَّة من قصدِ غير الله لضاع صاحبه، قال صلى الله عليه وآله وصحبه: "من غزا وهو ينوي عقالاً قله ما نوى".
فكيف إذا كان الأمر ليس بواضح القيام فيه على حقيقةٍ من الدين ولا حقيقةٍ من النور ولا حقيقة من الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى إلا ما يدَّعيه أصحاب كلُّ طائفة أنهم مجاهدون ضد طائفة أخرى.
إنها الفتن العمياء الصماء، إنها الفتن المظلمة، لا تكن فيها طرفاً من الأطراف يقضي به الكافر والفاجر غرضه، أو يتَّخذه جسراً لينال شيئاً من مُراده، ولا بلَّغ الله أعداءه فينا مراداً ولا في أحد من أهل الملة، ولا في أحد من أهل القبلة.
يجب أن يتألم قلبك أن أصبح الناس من أهل هذا الدين العظيم عُرضةً لأن يُسيَّروا ويُدبَّروا من قبل قوى الكفر ليُضعِفوا بعضهم البعض، ويقتلوا بعضَهم البعض، ويتطاولوا على بعضهم البعض، ويسبَّوا بعضهم البعض.
- من أباح لهم ذلك؟ من زيَّن لهم ذلك؟ وعلى أي أساس يقيمون ذلك؟