الثبات - مقالات فكرية
كمال يقين الأمة المحمدية
من شرف هذه الأمة أن الله تعالى وفر حظها من اليقين بشهادة المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال: "ما أُعطيتْ أُمةٌ من اليقين أفضل مما أعطيت أمتي".
أي ما ملأ الله قلوب أمة نوراً شرح به صدورها لمعرفته تعالى ومجاهدة أنفسهم على سبيل الاستقامة عليها بحيث تصير الآخرة لهم كالمعانية أفضل مما أعطيت أمتي ولا مساوياً لها فإن الأولين لم ينالوا ذلك إلا الواحد بعد الواحد وقد حبا الله سبحانه هذه الأمة بمزيد التأديب وقرب منازلهم غاية التقرب وسماهم في التوراة صفوة الرحمن وفي الإنجيل حلماء أبراراً أتقياء كأنهم من الفقه أنبياء فالفضل الذي أُعطته هذه الأمة النور الذي به انكشف الغطاء عن قلوبهم حتى صارت الأمور لهم معاينة، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ}
قالوا: واليقين يتفاوت على ثلاث مراتب: علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين.
فعلم اليقين: ما كان من طريق النظر والاستدلال.
وعين اليقين: أن يشاهد الغيوب كما يشاهد الغيوب كما يشاهد المرئيات مشاهدة عيان.
وحق اليقين: هو المشاهدة مع شدة الالتصاق والامتزاج.
قال السري السقطي: واليقين سكونك عند جولان الموارد في صدرك لتيقنك أن حزنك منها لا ينفعك ولا يرد عنك مقضياً.