الثبات ـ ثقافة
"عامِل السبعة وذمتها" تعبيرٌ إن لم تستخدمه يومًا، فلا بدّ من أنك سبق وسمعته. كثرٌ لا يعلمون ما هو معناه الأساسي، ولا حتى مصدره، إلّا ان الجميع يفهمه في سياق الحديث، يردّده في أحاديثه، وينسبه إلى أشخاص عديدين، عن حقيقة أو عن استهزاء. هذا التعبير أصبح شائع في كثير من اللهجات، ولكن ما هو أصله وما معناه الحقيقي؟
بحسب ما أصبح متعارفاً عليه فـ"عمل السبعة وذمتها" مَثلٌ شائع يُقال للشخص الذي يرتكب المعاصي كافة ويعترف بمسؤوليته عنها من دون تأنيب ضمير، ويوجّه إلى مرتكب الموبقات والكبائر، وبالتالي، فالرقم سبعة في هذا التعبير هو نسبة إلى الفواحش السبع أو ما يُعرف بالكبائر السبع التي وردت بالآية 31 في سورة النساء في القرآن الكريم، وهي كالتالي:
*القطع بالإشراك بالله.
*قتل النفس التي حرم الله قتلها.
*قذف المحصنات، أي التعرض للنساء المتزوجات واتهامهن بالزنى من غير دليل قاطع.
*أكل مال اليتيـم.
*أكل الربا أي فرض الفوائد الفاحشة على محتاج بما لا يطيق ولا يستطيع سداده.
*الفرار من الزحف، أي الفرار من الحرب عند لقاء العدوّ.
*الارتداد عن الإسلام.
أمّا الذمّة بالمختصر فهي إثبات الشيء، أي إثبات الفاحشة أو العمل الذي قام به الشخص المعني. فتصبح "السبعة وذمتها"، هي ارتكاب إحدى الكبائر وإثباتها، على رغم أن استخدامها اليومي، لا يستدعي كلّ هذه التأكيدات، إذ أصبحت "كلمة ومنقالة".
عن الرقم 7 من ناحية أخرى، للرقم سبعة، بشكل عام، دلائل واستخدامات عدّة، فمن منكم لم يسمع بـ"سابع المستحيلات"، العجائب السبع، وللهرّة 7 أرواح. حتى أن للموسيقى 7 نوتات، كما أنها إشارة ورقم للنصر، وكذا الأسبوع مؤلفًا من سبعة أيام، كما أن السماوات سبع، والحجاج يطوفون حول الكعبة سبع مرات ويسعون بين الصفا والمروة سبعة أشواط. الأمر ذاته في التوراة حين تمّ ذكر الرقم 7 في الزمان كـ"السنوات السبع العجاف" في قصة يوسف، و"الأزمنة السبعة" في قصة دانيال، بالإضافة إلى أنه في الأساطير كان للحكمة سبعة أعمدة.