تربية الأبناء .. "كيفية التعامل مع المراهقين"

الإثنين 09 كانون الأول , 2019 02:46 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - اسلاميات 

 

كيفية التعامل مع المراهقين

 

يمر الأطفال بأدق مرحلة في حياتهم فهي مرحلة ما بعد الطفولة وقبل الشباب، لذلك تتحسس الامهات من هذه المرحلة، ويبدأن بالحيرة في كيفية التعامل مع الطفل المراهق.

وهناك عدة مراحل تمر بها المراهقة:


- مرحلة المراهقة تبدأ من 12- 20 سنة: وتعد من أشد المراحل خطورة في عمر الشباب؛ ينتقل خلالها الابن من الطفولة إلى مرحلة الرشد، وبالحب والحنان والحزم الواعي تطبقين المثل: "إن كبر ابنك خاويه".

- المراهقة تغيير بخصائص الجسم: تُصيب الابن بالفخر إن اندمج معها، وبالعزلة إن رفضها، وأساء معاملته الأهل، وهى نمو انفعالي يصل به إلى حد التهور مع رغبة في الاستقلال والإحساس بالحب من الآخر. وعلى الآباء عدم نقد الابن أمام الغير، ومساندته اجتماعيّاً، وإشعاره بأنه محبوب.

- المراهق عصبي: عنيد، متمرد نتيجة للنشاط والتغير الهرموني، مما يؤثر على توازنه السلوكي، وعلى الآباء استيعاب أنهم ليسوا المقصودين في عملية الرفض.

- المراهق أناني: مندفع، يشعر وكأنه محط أنظار الجميع، مما يوقعه تحت ضغط نفسي كبير. وعلى الآباء ألا يروا هذه الأنانية نوعًا من عدم الاحترام، ومن المفيد هنا إغراء الابن بالاشتراك في نشاط رياضي يستنفد كل هذه الطاقة.

- المراهق حائر: قلق من توالي التغيرات النفسية والجسدية عليه، من هنا كانت الحاجة ماسة لمن ينصت له بصدق؛ وعلى الآباء محاولة اتخاذ لغة حوار معه، مستخدمين أسلوب الإرشاد والتوجيه بدلا من الرفض وفرض الرأي، مع إعطاء الأبناء الفرصة للتعبير عن رأيهم.

- المراهقون يميلون للتمرد: والانسلاخ عن مبادئ العائلة وقوانينها، ومن هنا يجب على الوالدين ترك مساحة معقولة من حرية التصرف، وتشجيعهم ولو بكلمة واحدة، إلى جانب تقديرهم واحترام مشاعر الاستقلال لديهم.

- الأبناء يمرون بفترة تغيير عصيبة، بينما الآباء تغمرهم روح الغضب والنقد المفرط، وعدم الصبر في تعاملهم معهم، هنا ينصح الخبراء بالتشجيع والحب، وعند التوجيه لابد من الاحترام دون فرض أو تسلط أو تحكم.

 

أمثلة على استثمار طاقة وقدرات المراهقين في تاريخنا الإسلامي:


- عبد الرحمن الناصر 21 سنة: كان عصره هو العصر الذهبي في حكم الأندلس وقد قضى فيها على الاضطرابات وقام بنهضة علمية منقطعة النظير لتصبح أقوى الدول في عصره حتى تودد إليه قادة أوروبا.

-محمد الفاتح 22 سنة: فتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية التي استعصت على كبار القادة حينها.

- أسامة بن زيد 18 سنة: قاد جيش المسلمين مع وجود كبار الصحابة رضي الله عنهم كأبي بكر وعمر ليواجه أعظم جيوش الأرض حينها.

-محمد القاسم 17 سنة: فتح بلاد السند وكان من كبار القادة العسكريين في عصره.

-سعد بن أبي وقاص 17 سنة: أول من رمى بسهم في سبيل الله وكان من الستة أصحاب الشورى وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يشير إليه قائلاً "هذا خالي فليرني كل إمرؤ خاله"

إنَّ تفهم الوالدين للمرحلة المهمة التي يمر بها الأبناء في هذه المرحلة وما بعدها من أهم احتياجات أبناء هذه المرحلة لأنها تعينهم على الطريقة الأفضل للتعامل معهم، وإن فهم أبناء هذه المرحلة لأنفسهم تعينهم على تحديد مسارهم في هذه الحياة.

فالشباب هم الذين تعقد الأمم آمالها عليهم وترنو ببصرها إليهم، وهم الذين كان سيدنا عمر يجمعهم فيسترشد بآرائهم ويفيد من مبادراتهم، هم اقتلعوا الفرنسيين في ديار الشام، والوجود البريطاني من مصر، وهم فتيان الحجارة في فلسطين.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل