الثبات ـ ثقافة
بدأت البشرية في ممارسة الطب منذ 3 آلاف عام قبل الميلاد، ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن، مرَ الطب بمراحل عديدة بداية من الدجل والشعوذة، ونسبة بعض الأمراض إلى السحر والمس الشيطاني، وصولًا إلى اتباع منهج البحث والتجربة والتحليل، الذي نتجت منه التطورات الكبيرة التي نراها اليوم في شتى مجالات الطب، ودائماً نسمع بأن دفعة جديدة تخرجت من كليات الطب وانها رددت قسم ابقراط، لماذا "ابقراط" وما الذي يتضمنه هذا القسم وجعل منه مرجعا لأخلاقيات مهنة الطب لعشرات القرون.
كانت ممارسة الطب في زمان ابقراط محدودة في ايدي كهنة معبد "اسكولابيوس" إله الشفاء عند اليونان ، حيث كان المفهوم السائد في ذاك الوقت عن المرض بانه غضب من الالهة، ولما كان المرض هو غضب الالهة على البشر فان استرداد الصحة يكون بإرضاء هذه الالهة .. والكهنة في المعبد يساعدون المرضى في الحصول على مغفرة الالهة وعفوها من خلال تقديم الاضحية، ابقراط كان أول طبيب يقول بأن "الحقائق" تؤكدها المشاهدات والتجربة ،وان التشخيص الصحيح هو اول خطوات الشفاء.
" اقسم أن احافظ على هذا العهد .. سأتخذ من العلاج سبيلا لمعاونة المرضى ، وفقا لما اتمتع به من بصيرة واحكام ، غير متجه قط الى ضرر او اساءة ، والا اعطي احد قط عقارا مميتا ، ولو طلب مني ان افعل ذلك . سوف ادخل أي بيت لاساعد المريض ، وانني مهما سمعت او رأيت في اثناء مزاولة مهنتي من اشياء ، لا يجوز افشاءها فلن أفشيها"
هذا مضمون القسم الذي يردده الاطباء في انحاء العالم حتى اليوم والذي اقره "ابو الطب" ابقراط الذي ولد في جزيرة كوس اليونانية في العام 460 قبل الميلاد، أهمية ابقراط تأتي من نقل علاج المرضى من الوهم الى التأكيد على "تفسير الاعراض في مجال المحيط"، وقاعدة ان الطبيب يجب ان يلاحظ المريض بعناية ويسجل اعراض المرض فيما عرف لاحقا "بالتشخيص".