أخلاق النبوة ... "لا ضرر ولا ضرار"

الأربعاء 23 تشرين الأول , 2019 01:07 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - اسلاميات 

 

"لا ضرر ولا ضرار"

 

إنَّ الكلمةَ الجامعةَ المُختصرَة التي يُمكن أن تُوصَفَ شريعةُ الإسلام بها هي: أنَّها جاءَت لتحقيقِ المصالِح ودرءِ المفاسِد، أو فَتحِ أبوابِ الخير، وإغلاق أبوابِ الشرِّ في العقيدةِ، والتشريعِ، والخبَر، والإخبار، ولا تدَعْ ضرورةً من الضَّروراتِ الخَمسِ التي أجمعَ الناسُ عليها إلا سعَت إلى تحقيقِ المصلَحة فيها، ودَرء المفسَدَة عنها، في ضرورةِ الدين، وضرورةِ النفسِ، وضرورةِ العقلِ، وضرورةِ المالِ، وضرورةِ العِرضِ.

تدعُو إلى النفعِ فيهنَّ، وتحُضُّ عليه، وتمنَعُ الضَّررَ والضِّرارَ فيهنَّ بدَفعهما قبل وقوعِهما، أو برَفعهما بعد الوقوعِ، والدَّفعُ في شريعتنا الغرَّاء أولَى من الرَّفع؛ فإنَّ الوِقايةَ خيرٌ من العلاجِ.

ومن هنا اتَّفقَ أهلُ العلمِ قاطِبةً على قاعدةٍ مشهُورةٍ كُبرَى، تُعدُّ قِواماً في الفِقهِ وحفظِ الشريعة، وهي قاعِدةُ: "الضَّررُ يُزال".

الضَّررُ يُزال، الضَّررُ ممنوعٌ كلُّه، والضِّرارُ ممنُوعٌ كلُّه، فإذا تحقَّقَ أحدُهما أو كِلاهُما في أمرٍ وجَبَ إزالتُه إن وقَع، أو دَفعُه قبل أن يقَع.

عن أبي سعيدٍ سعد بن سنانٍ الخدري رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا ضرر ولا ضرار".

الضر: ضد النفع؛ أي: لا يضر الرجل أخاه فينقصه شيئاً من حقه.

الضرار: فعال من الضر؛ أي: لا يجازيه على إضراره بإدخال الضرر عليه.

وقد قال صلواتُ الله وسلامُه عليه: "كلُّ المُسلم على المُسلم حرامٌ؛ عِرضُه ومالُه ودمُه، التقوَى ههنا، بحسبِ امرِئٍ مِن الشرِّ أن يحقِرَ أخاه".

إنَّ إلحاقَ الضّرَر بالأمّة أفراداً وجماعة أمرٌ محرَّم عليك، يقول جل وعلا: {وَالَّذِينَ يُؤذُونَ المُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ بِغَيرِ مَا اكتَسَبُوا فَقَدِ احتَمَلُوا بُهتَاناً وَإِثماً مُبِيناً}، فإِلحاق الأذَى بالنّاس أفراداً أو جماعاتٍ، كلٌّ ذلك محرَّم في شريعةِ الله حتى ولو كان على غيرِ دِينِك، فإلحاق الضرَرِ بأيِّ إنسانٍ محرَّم، قال تعالى: {وَلا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَومٍ عَلَى أَلاَّ تَعدِلُوا اعدِلُوا هُوَ أَقرَبُ لِلتَّقوَى}.

الضّرَر محرَّم بجميع صوَرِه، سواء كان هذا الضرَر تفويتَ مصلحة لفردٍ، أو كان هذا الضّرر إيصال الأذى بفردٍ آخر، فسواء مَنعتَه الحقَّ الواجبَ أو أَلحقتَ الضّررَ به، فإن فوَّتَّه مصلحةً له فقَد ألحقتَ الأذى والضرَرَ به، وإن تسبَّبتَ في إيقاع أذى عليه فقد ألحقتَ الضررَ والأذى به.

 

لذلك نستفيد من هدي حديث لا ضرر ولا ضرار:

- تحريم الضرر بالنفس وذلك بإلقائها في المخاطر، أو ارتكاب المحرمات.

- النهي عن إلحاق الضرر بالآخرين.

- اجتناب سائر المضرات في النفس والمال والأهل والعِرض.

- من مقاصد الإسلام منع الضرر قبل وقوعه، ورفعه بعد وقوعه.

- أحكام الإسلام الشرعية وتكاليفه لا ضرر فيها.

- يعتبر الحديث قاعدة عامة؛ فكل أمر كان فيه ضرر فيحرم شرعاً.

 

 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل