تربية الأبناء ... الإنفاق من الحلال على الأولاد

السبت 14 أيلول , 2019 11:16 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

الإنفاق من الحلال على الأولاد

 

الأبناء كما في القرآن الكريم زينة الحياة الدنيا قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، وقال سبحانه: {وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا وَبَنِينَ شُهُودًا وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا}، وهم نعمة تستحق الشكر وفي نفس الوقت هم مسؤولية يجب العناية بهم لاسيما فيما يصلحهم قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.

وتربية الأبناء تبدأ من قبل ولادتهم وبعد الولادة إلى أنَّ يصيروا راشدين، ومما يتعلق بالتربية النفقة عليهم وعلى تربيتهم من المال الحلال.

ومَثَلُ الذي ينفق على أولاده مثلُ الذي يسقي زرعَه، فمن سقى زرعَه ماءً طيباً أعطاه ثمراً طيباً، ومن سقى الزرعَ ماء آسناً ساء ثمرُه، وفَسَدَ زرْعُه.

وهكذا، فمن أطعم بنيه حلالاً طاب معدنهم ورق طبعهم وسما أدبهم، ومن أطعمهم الحرام أفسد نشأتهم وأساء منبتهم وأرهق طلعتهم.

ولئن كان للوالد الأجر الكبير في نفقته على عياله فإنه يضيع الأجر كله إن كانت نفقته حراماً، ومن النماذج في بيان النفقة الحلال وأثرِها على الأبناء، وأخرى من النفقة الحرام وأثرها على الأبناء:

-الإمام محمدُ بن إسماعيل البخاري، صاحب أصحِّ كتاب بعد القرآن الكريم عند المسلمين، المعروفِ بصحيح البخاري، وهو من وفيات ست وخمسين ومئتين للهجرة، ومن ذلك العام وإلى يومنا هذا لا زال العلماءُ والفقهاء والوعَّاظُ والخطباء، يعتمدون على كتاب محمدِ بن إسماعيل البخاري، يترحَّمون عليه، وعلى والدَيه، ويترضّون عنه، وعن والديه اللَّذَين أنشآه هذه النشأة، ومحمدٌ هذا هو ثمرةٌ من ثمار أبيه، عندما نزلت بإسماعيل سكرات الموت جعلت ابنته تبكي، فقال: يا بنية، لمَ تبكين؟ فو الله ما أدخلتُ إلى جوفي ولا إلى جوفكم لقمةَ حرام.

 وكافأ الله إسماعيلَ ببركةِ نفقته الحلال، ولعلَّها كانت قليلة، كافأه بأن جعل من صلبه ولداً يترضَّى عليه العَالمُ آلافَ السنين.

ومما يذكر: جمع تاجرٌ غنيٌّ لنفسه ولأولاده مالاً كثيراً، لكنه كان معروفاً بين الناس بأنه لا يأبه لحلال أو لحرام، مصلحتُه فوق الشرع، ومالُه فوقَ كلِّ آيةٍ وحديث، وجَمْعُ المال عنده أساسُ الحياة.

درّس أولادَه في أرقى المدارس، وسافروا إلى أجمل البلدان، عاشوا في البذخ، وتربوا في النعيم، كَبُرَ الأولادُ، وكبر معهم الأب، أُصيب الرجلُ بمرض أقعده في الفراش، فاضطر إلى تحرير وكالةٍ عامة لأحد أبنائه لمتابعة أموره المالية، فما كان من الابن إلا أن استَغلَّ هذه الوكالة، وأجرى –بالتواطؤ مع إخوته- عقودَ بيع صُوْرِية لكلِّ ممتلكات أبيه لإخوته وأولاده، ثم ازداد مرضُ الأب، وضاقَ الأولادُ بأبيهم ذرعاً، فكان منهم أن اشتَرَوا له داراً صغيرة في حيٍّ ناءٍ عن المدينة، ووضعوا له أجيراً يخدُمه، وتركوه وراحوا يتنعمون بالمال، إنَّ هذا الأب سقى أولادَه المال الحرام، فخرج النَّبْتُ سيئاً، فكان أوَّلَ مَنْ أصيب بالمال الحرام جامعُه.

ورحم الله أهل المعرفة عندما قالوا: "من أكل الحلال أطاع الله شاء أم أبى ومن أكل الحرام عصى الله شاء أم أبى".

فإذا أردت أن يكون أولادك من أهل الطاعة والبر فلا تنفق عليهم إلا من المال الحلال الطيب.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل