أقلام الثبات
ليس صدفة أن تتزامن عودة جزار معتقل الخيام، العميل عامر الياس الفاخوري، مع زيارة المبعوث الأميركي دايفيد شنكر إلى لبنان، الذي بدا واضحاً أنه ينقل رسائل "اسرائيلية" في كل الاتجاهات.
وليس صدفة بتاتاً أن تأتي هذه العودة لأحد ابرز مجرمي العملاء، مع مايحكى عن قرارات أميركية ضد عدد من المواطنين هم كما وصفهم شنكر "يساندون حزب الله"، وطبعاً هذا يأتي بعد العدوان الأميركي على بنك الجمال.
كما أنه ليس صدفة أن تتزامن عودة هذا العميل الجزار مع حديث لإحداهن عن سيناريوهات لاستهدافها عبر علبة فيها متفجرات تبين كما قالت هي، إنها وهمية، أي إنها كما وصفتها هي بمنزلة رسالة لها.
وكل ذلك، يتزامن مع أحاديث متعددة الأشكال والألوان عن عودة "النازحين قسراً" إلى الكيان الصهيوني، مابعد شهر أيار 2000، وكأنهم كانوا مجندين في العصابات اللحدية وقبلها مع العميل المقبور سعد حداد من أجل زرع الورود، وليس القتل والنهب وأعمال الاغتيال والإجرام، وجزار معتقل الخيام واحد منهم بالطبع.
يترافق ذلك، مع تغرض كثير من اللبنانيين في بلدان الانتشار إلى عمليات تضببق وملاحقة وخطف كما حصل مؤخرا مع المغترب الى الغابون حسن جابر الذي خطف من مطار اديس ابابا، من دون ان يعرف شيءعن مصيره ،في ظل قصور فاضح للديبلوماسية اللبنانية. وقبله كان قد خطف من المطار في المغرب رجل الاعمال اللبناني المعروف تاج الدين، من قبل الامن المغربي وسلم الى الولايات المتحدة ،دون ان نغفل بالطبع ما تعرض له بنك الجمال من قبل الإدارة الاميركية.
إذا، وسط هذه الخريطة، جاءت عودة العميل الفاخوري إلى بيروت من الولايات المتحدة، متأبطا هويته الأميركية، مما يجعلنا امام عدة احتمالات لهذة العودة المشبوهة في زمانها وأهدافها وابعادها، قد يكون من ابرزها أن هناك من سهل هذه العودة للعميل المجرم، بالاضافةإلى كونها محاولة ابتزاز سياسي للمقاومة من قبل بعض الحلفاء، وهذا لايمنع إذا مرت قضية العميل الفاخوري مرور الكرام من ابتزاز إضافي في مسائل تتعلق بحياة الناس وعيشهم، ولغض النظر عن المسؤولين عن أعمال السرقة والنهب الفالت من عقاب له.
وربما أيضاً من الأهداف التي أرداوها لهذه العودة المشبوهة جعل التسوية السياسية الحالية أعلى كلفة مما يمكن احتماله.
لهذا، فعلى كل المعنيين بعودة جزار معتقل الخيام، العميل الاسرائيلي اللبناني الأصل والحامل للهوية الأميركية، أن يتحركوا بشكل واسع ومدروس ومتواصل ليلقى مايستحق من عقاب على جرائمه ضد الإنسانية، إن قضية "جزار الخيام" هي قضية نضال وطني له أشكال متعددة منها: الشكل الشعبي والديموقراطي، والشكل القانوني، والتحرك المستمر حتى يعرف العملاء وأسيادهم أن جرائمهم وعمالتهم لن تمحى من الذاكرة، ولن تمر من دون عقاب حازم وعادل.
وكما قال لويس اراغون حينما بدأت المقاومة الفرنسية عملياتها ضد الاحتلال النازي لباريس وعملائه: حين أضاء المقاومون القمر.
لن يكون المقاومون اللبنانيون أقل شأناً، فالمقاومة الفرنسية ظلت تلاحق العملاء حتى بعد سحق النازية، وهكذا فالأسرى اللبنانيون الذين ذاقوا مرَّ العذاب من هذا المجرم وأهالي الشهداء الذين رحلوا تحت سياطه وجراء إجرامه، لن ينسوا كرم هذا العميل لصالح العدو، لأن القمر مازال يضاء من وهج شمسهم ودمهم ونضالهم.
الجدير بالذكر، ان العميل الفاخوري اعترف بوضوح اثناء التحقيق معه في الامن العام " بتعامله مع العدو الإسرائيلي والعمل لصالحه وانه استحصل بعد فراره عام 2000 الى داخل فلسطين المحتلة على هوية اسرائيلية وجواز سفر اسرائيلي غادر بموجبه الاراضي الفلسطينية المحتلة ،وبعد انتهاء التحقيق معه احيل الى النيابة العامة العسكرية استناداً الى اشارة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس".