الثبات ـ ثقافة
كثيراً ما يتساءل البعض عن المقصود بكلمة "السيّد" التي يرددها الشيعة حول العالم، تعظيماً لمكانة رجل شيعي، له أهميته في الأوساط الشيعية، إذ إنّ قلة فقط من غير الشيعة يعرفون ما معنى تلك الكلمة، والمقصد من أن تسبق أسماء أشخاص معينين من الشيعة.
"السيّد" في اللغة
لكلمة "السيّد" عدة معان في اللغة العربية قد يتشابه بعضها ببعضها الآخر، إذ تعني المالكُ أو الملك، أو الرئيس، في حين كانت توصف للمولى ذي الخدم والعبيد، كما جاءت بمعنى الرجل الذي افتُرضت طاعته، إضافة إلى أنّها دلالة على بعض الرموز الدينية، كالسيد المسيح عيسى ابن مريم، والسيدة العذراء مريم، أما السيدان في اللغة العربية، فهما الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب، حفيدا رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، حيث كان النبي قد قال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
تاريخيّاً
في الواقع، كانت كلمة "السيّد" تستخدم للدلالة على من انحدر نسبه لهاشم بن عبد مناف الجد الثاني لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، لتصبح فيما بعد دلالة على من هم من أولاد الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت النبي من أم المؤمنين خديجة،رضي الله عنهم، بينما أصبحت الكلمة تطلق بعدها على الأئمة الشيعة الذين هم من نسل الحسين بن علي حفيد رسول الله وثالث الأئمة عند الشيعة.
السيد والشريف معاً
يشير محمد علي الروضاتي في كتابه "جامع الأنساب" إلى أن كلمة "السيّد" استعملت بمعنى سلالة الرسول عليه الصلاة والسلام في القرن الرابع أو الخامس للهجرة. ويوضح أن الشريف الرضي استعملها في سياق الشعر، بينما كان كل من الشيخ الطوسي والنجاشي يستعملان الكلمتين (السيد) و (الشريف) معاً.
وكانت كلمة "السيد" قديماً تستخدم للدلالة على العلماء، إذ لم يوثّق التاريخ متى تحولت الكلمة للدلالة على من هم من نسل علي بن أبي طالب وفاطمة، والذين كان يدل عليهم بكلمة الشريف.
رتبة دينية أم اجتماعية
يؤكد كل ما سبق أن كلمة "السيّد" عند الشيعة تعتبر رتبة اجتماعية ودينية في آن واحد، إذ إنّ كلمة "السيّد" عموماً لها وقعها الاجتماعي أينما جاءت بحسب اللغة، بينما عند الشيعة خصصت للإمام العالم الذي يعود بالنسب إلى آل البيت، والذي وجبت طاعته فيما يقول.