أهداف انتشار الموساد وشركاته في حدائق روسيا - يونس عودة

الثلاثاء 27 آب , 2019 01:33 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

طرحت عمليات انطلاق الطائرات المسيرة الاسرائيلية الاكثر تطورا، ولا سيما تلك التي استهدفت الحشد الشعبي في العراق اسئلة مركزية ,حول المكان الذي انطلقت منه، فلم يكن تحديد هوية الطائرات المعتدية بالامر اليسير لان الولايات المتحدة  تسيطر على الاجواء العراقية، فان لم تكن اميركية، ماذا يمكن ان تكون؟ الجواب جاء سريعا، من بلد صديق حقيقي للعراق، ولديه من الاقمار الصناعية ما يزيد عن قدرته على تحديد هوية الطائرات المعتدية، والمكان بالتحديد الذي انطلقت منه، وهو اذربيجان .

ان تلك الدولة السوفياتية السابقة (اذربيجان) تحولت بالمعنى السياسي الى قاعدة مركزية لنشاط جهاز الاستخبارات الخارجية الاسرائيلية "الموساد" وقد استخدمت اراضيها مرارا في عمليات اعتداء على ايران، ولا سيما حياكة المؤمرات والخطط لاغتيال خبراء نوويين .

على مدى سنوات بنى الموساد علاقات راسخة مع المسيطرين على السلطة في اذربيجان، واغدق الاموال على الشخصيات النافذة ما جعل عملاء الموساد يتحركون في الاراضي الاذربيجانية وعبر انشاء شركات اسداء النصح والاستشارة، والاستيراد والتصدير بسهولة غير مسبوقة من جهة، والتحكم بمفاصل اقتصادية الى جانب السياسية والامنية من جهة ثانية.

لم تكن اذربيجان وحدها على قائمة هدف سمين وثمين للموساد، فجورجيا التي كانت رأس الحربة في محاولات الانقلاب على روسيا بدعم اميركي واضح، ونشاط اداري  اسرائيلي ملحوظ في منتصف التسعينات، الى ان اعتقد المخططون عام 2005 ان الوقت حان للانقضاض  فكان  ما حدث في ابخازيا واوسيتيا، وعندها كان الرد الروسي الاول بافشال الخطة والتلويح بدخول جورجيا نفسها .ومنذ فترة ينشط الموساد عمله في الجمهورية الفقيرة عبر استثمارات متعددة الجوانب، ولا سيما في المجالات السياحية التي ستكون ذات منفعتين، الاولى العوائد المالية، والثانية تجنيد عملاء من جنسيات مختلفة، حسب الساحات التي يهتم فيها الموساد.ومن هنا كان تقديم التسهيلات غير المسبوقة للسياح ولمن يريد الاستثمار .

اذا كانت جورجيا واذربيجان ساحتي نشاط, فان  ارمينيا بعد اوكرانيا الحالية ,ربما تكون من الاهداف الاكثر غلاوة على قلب الولايات المتحدة والكيان الصهيوني على حد سواء، ومن المعلوم ان ارمينيا التي لا يصل عدد سكانها إلى 3ملايين نسمة فيها سفارة اميركية هي الاكبر اكان في اوروبا الشرقية او دول البلقان بحيث تجاوز عدد موظفي السفارة اكثر من 2600 شخص، ما يعني ان اكثر من 70 بالمئة منهم يقومون بنشاط استخباراتي ليتكامل معهم نشاط الموساد الذي حفر لنفسه مكانا في مفاصل في الجمهورية التي لا يزال صراعها مع اذربيجان حول منطقة ناغورني كاراباخ مجال اخذ ورد، ودونه الدماء.

ليست كازاخستان هذه الدولة الغنية بمواردها الطبيعية بعيدة عن قبضة الموساد الذي تسلل اليها من دول الجوار امنيا، ومن خارجها عبر شركاته القديمة والمستحدثة بحيث تحولت كازاخستان الى منطقة ثروة اقتصادية لاسرائيل بعد ان سيطر عملاؤها على مصاتع كثيرة وكذلك على قطاع النفط بصورة واسعة وكذلك شراء اكبر مصنع ينتج اليورانيوم، وكذلك على شبكات الكهرباء والمياه .

هذه الصورة ليست الا ركائز يعمل الموساد على تمتينها لاستهداف دولتين حليفتين في المنطق وهما روسيا وايران، سيما ان اذربيجان وارمينيا تجاوران ايران من جهة وهما وبقية الدول تجاور روسيا، ومن هنا يمكن فهم التنسيق الاستخباراتي الاميركي -الاسرائيلي في تلك المنطقة اضافة الى نقل الاميركيين قادة من ارهابيي داعش الى افغانستان واقامة منطقة نفوذ للارهابيين بمسميات محلية في بعض تلك الدول الشرقية، ويراود واشنطن وتل ابيب حلم كبير في ان تتحول هذه المنطقة الى منصة سيطرة اقتصادية -سياسية -امنية -وتاليا عسكرية بحيث يمكنها منها، إن في الابتزاز او بالتهديد الامني، أو فك التحالف الروسي -الايراني .

هذا التصور لا يسقط النتائج التي حققتها واشنطن وتل ابيب في اوكرانيا التي لا يشكل فيها اليهود من السكان نسبة واحد بالمئة، بحيث ان هذه الدولة الذي نبت فيها الحقد على روسيا بما يفوق التصور، ولعبت دورا اساسيا في تسليح الارهابييين سواء في سوريا او غيرها وبالمال السعودي الاماراتي، باتت تحت السيطرة الفعلية لقبضة اميركا واسرائيل ,ومن المفاجئ ان يكون رئيس الدولة الاوكرانية يهوديا وكذلك رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء، اضافة الى 35 بالمئة من عديد مجلس النواب .

 

 

                                    


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل