تاريخ بناء الكعبة 

الثلاثاء 06 آب , 2019 02:14 توقيت بيروت التاريخ الإسلامي

الثبات - اسلاميات

تاريخ بناء الكعبة 

 

الكعبة هي بيت الله الحرام، وقبلة المسلمين، جعلها الله سبحانه وتعالى منارًا للتوحيد، ورمزا للعبادة، قال تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ} وهي أول بيت وضع للناس من أجل عبادة الله جل وعلا، قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}.

وللكعبة المشرفة تاريخ طويل، مرت فيه بمراحل عديدة، ويبتدأ تاريخها منذ بنائها، حيث إنها قد بنيت في الدهر خمس مرات.

الأولى: بناء آدم عليه السلام

فالصحيح أنَّ آدم عليه السلام هو أول مَنْ قام ببناء الكعبة المشرفة؛ روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: "مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ وَقَدْ حَجَّ الْبَيْتَ؛ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ هُودٍ وَصَالِحٍ، وَلَقَدْ حَجَّهُ نُوحٌ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الأَرْضِ مَا كَانَ مِنَ الْغَرَقِ أَصَابَ الْبَيْتَ مَا أَصَابَ الأَرْضَ، وَكَانَ الْبَيْتُ رَبْوَةً حَمْرَاءَ، فَبَعَثَ اللَّهُ هُودًا عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَتَشَاغَلَ بِأَمْرِ قَوْمِهِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَحُجَّهُ حَتَّى مَاتَ، فَلَمَّا بَوَّأَهُ اللَّهُ لإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَجَّهُ، ثُمَّ لَمْ يَبْقَ نَبِيٌّ بَعْدَهُ إِلاَّ حَجَّهُ"،  يدل هذا على وجود الكعبة في زمن آدم عليه السلام؛ إذ إنه أول الأنبياء عليهم السلام.

الثانية: بناء إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام.

حين أمر الله تعالى نبيه إبراهيم، وولده اسماعيل عليهما السلام ببناء الكعبة، ورفع قواعدها، كما جاء في القرآن الكريم: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم}، فجعل إسماعيل - عليه السلام - يأتي بالحجارة و إبراهيم يبني، وارتفع البيت شيئا فشيئا، حتى أصبح عاليا لا تصل إليه الأيدي، عندها طلب من ابنه إسماعيل - عليه السلام - أن يأتيه بحجر ليصعد عليه ويكمل عمله، واستمرا على ذلك وهما يقولان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم}.

ثم استقرت بعض القبائل العربية في مكة من "العماليق" و"جرهم"، وتصدع بناء الكعبة أكثر من مرة نتيجة لكثرة السيول والعوامل المؤثرة في البناء، وكان أفراد تلك القبيلتين يتولون إصلاحها، ورعايتها.

الثالثة: بناء قريش

 والسبب في ذلك أن الكعبة استهدمت وكانت فوق القامة وأرادوا تعليتها، وكان بابها لاصقًا بالأرض في عهد إبراهيم وعهد جُرْهُم، إلى أن بنتها قريش، فقال أبو حذيفة بن المغيرة: يا قوم، ارفعوا باب الكعبة حتى لا يدخلها أحد إلا بسلم، فإنه لا يدخلها حينئذٍ إلا من أردتم، فإن جاء أحد ممن تكرهونه رميتم به فسقط، وصار نكالاً لمن يراه. فرفعت بابها وجعلت لها سقفًا، ولم يكن لها سقف، وزادت ارتفاعها كما تقدم. وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم إذ ذاك خمسًا وعشرين سنة، وقيل: خمسًا وثلاثين، فحضر البناء، وكان ينقل الحجارة معهم كما ثبت في الصحيح، وتنافست قريش فيمن يضع الحجر الأسود موضعه من الركن، ثم رضوا بأن يضعه النبي صلى الله عليه وسلم.

الرابعة: بناء عبد الله بن الزبير رضي الله عنه

 والسبب في ذلك على ما ذكر السهيلي أن امرأة أرادت أن تجمر الكعبة، فطارت شررة من المجمرة في أستارها فاحترقت، وقيل: طارت شررة من أبي قبيس فوقعت في أستار الكعبة فاحترقت، فشاور ابن الزبير من حضره في هدمها فهابوا ذلك، وقالوا: نرى أن يصلح ما وَهَى منها ولا تُهدم. فقال: لو أن بيت أحدكم احترق لم يرض له إلا بأكمل إصلاح، ولا يكمل إصلاحها إلا بهدمها. فهدمها حتى أفضي إلى قواعد إبراهيم، فأمرهم أن يزيدوا في الحفر، فحركوا حجرًا منها فرأوا لجته نارًا وهولاً أفزعهم، فبنوا على القواعد.

الخامس: البناء الموجود الآن

 هو البناء الذي بناه الحجاج بأمر عبد الملك بن مروان والذي هدمه الحجاج من بناء الزبير هو الزيادة وحدها، وأعاد الركنين، وسد الباب الذي فتحه ابن الزبير، وسده بين إلى الآن، وجعل في الحجر من البيت دون سبعة أذرع، وعلامة ذلك في داخل الحجر لوحان مرمر منقوشان متقابلان في الحجر، وصار عرض وجهها -وهو الذي فيه الباب- أربعة وعشرين ذراعًا.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل