الثبات ـ ثقافة
عرضت في مدينة رام الله مؤخرا مسرحية "مجهول" للمخرج الفلسطيني إميل سابا قدمها مجموعة من الشبان الفلسطينيين، تناولت مشكلات وقضايا تتعلق بمرارة اللجوء والمعاناة التي تتجسد في فقدان الوطن.
وتحدث المخرج سابا عن النقاط التي ركزت عليها المسرحية، قائلاً ركزنا على اللجوء وفكرة البيت، والوطن، والذاكرة، والنسيان، موضحاً أن معنى النسيان هنا أن ينسى الشخص من أين أتى، وينسى إسمه، وأهله، وأصله، لذلك كانت المسرحية عبارة عن قصة طفل لاجئ اخترنا أن يكون سوري الجنسية، انتقل بقوارب الموت مع والدته في محاولة للوصول من سوريا إلى أمريكا، فتاه عن أمه في البحر، حتى وصل إلى مخيم لاجئين وأصبحت مهمته أن يبحث عن أمه، بعد أن نسي اسمه.
وأشار إلى أن عناصر القصة مستوحاة من قصة مقتبسة عن ملحمة أوديسيوس وضياعه في البحر، وكيف حاول العودة إلى بلده أثيكا"، مبيناً أن جميع العناصر الموجودة في هذه القصة الإغريقية تم تحويلها لشيء معاصر يحاكي قصة اللجوء التي يمر فيها جميع الأفراد في مختلف أنحاء العالم، وليست محددة فقط بالعرب، فهي تتحدث عن جميع أنحاء العالم سواء المهاجرين في آسيا أو أمريكا الجنوبية، أو أفريقيا.
وبين سابا أن الرسالة الأساسية للعمل هي مناقشة فكرة النسيان وما تحمله من معاني وجودية، فيقول أحد الشخصيات في المسرحية، معنى الموت انك تنسى، لذلك يجب إبقاء الشخص الذي تحبه أمامك كأنه قطعة تلمع في بقاع البئر، مشيراً إلى أن فترة التدريب والإنتاج استغرقت شهرين، وأن هذه المسرحية موجهة إلى جميع الفئات العمرية من ١٤ عاماً وما فوق.
وأكد سابا أن الإضاءة والصوت هما عنصران مهمان في العمل، حيث أنهما يأخذان الجمهور إلى أماكن مختلفة، حيث أن المسرحية تتنقل في مشاهدها من مكان لآخر، من البحر، إلى المدينة، إلى القطار وهكذا، فالصوت والموسيقى يعملان على مساعدة الجمهور على الاندماج في القصة أكثر وتساعدهم على التخيل، مبيناً أن ديكور المسرحية تألف من غيوم في السماء، وعمدان يمثلان معبد الفكر، وصندوق متحرك تم التعامل معه كأنه قطار، طاولة، حاوية، قارب.
وأشار إلى أنه بعد الانتهاء من العروض المحلية في رام الله سوف ننتقل لعرض المسرحية في مدن مختلفة، وفي انتظار مهرجانات شبابية خارج البلاد للمشاركة بها موضحاً أن الغاية من ذلك هي الوصول لأكبر عدد ممكن من الجمهور وإعطاء فرصة أكبر للممثلين في العرض والتدريب.