الثبات ـ ثقافة
شاع تداول هذا المثل الشعبي في المنطقة الشامية ، حينما كثر استخدام الأرز في المنطقة العربية عمومًا والشام على وجه الخصوص ، فمن المعروف أن البرغل كان يدخل في كثير من طعامهم الأساسي ولكن حينما ظهر الأرز ، أخذ الناس يتندرون على البرغل ويقولون : ” العز للرز والبرغل شنق حاله ” .
فقد كان الأرز أغلى سعرًا وينسب اقتنائه للأسر الميسورة ، أما البرغل فكان طعام الكادحين رغم أن البرغل صحيًا أفضل من الأرز ، فالبرغل هو ما يستخرج من حبوب القمح المجروش بعد تنظيفها وسلقها ، ويعد هو الغذاء البديل للفقراء في منطقة الشام .
قصة المثل
من القصص الفكاهية الشائع تداولها فيما يخص هذا المثل ، هي قصة الرجل الذي تزوج من اثنتين وكانت الغيرة تحرك كلٍ منهما ، فتحاول استثارة غضب الأخرى بالتدلل على الزوج والتزين له ، وكان الزوج لا يعلم بما يدور بينهما ، وذات يوم أرادت كل واحدة منهن أن تضايق الأخرى بما تقدمه لزوجها من صنوف الطعام، ففكرت الزوجة الأولى أن تطبخ لزوجها الأرز بالطريقة التي يحبها ، بينما فكرت الثانية في طبخ البرغل لاعتقادها أنه الطعام المفضل لزوجها ، وحينما جاء وقت الغداء أعدت الزوجتان ما لذ وطاب من الطعام ، ووضعت كلٍ منهن طبقها التي أعدته ، فوجد الزوج طبق الأرز وإلى جواره طبق البرغل ، ولأنه كان يحب زوجته الأولى أكثر فطن لما برأس كل منهن، ومد الزوج يده لطبق الأرز وأخذ يأكل منه، حينها أدركت الزوجة الأولى ذلك وقالت للثانية كي تقهرها : ” العز للرز والبرغل شنق حاله” ، ومن وقتها أطلق مثلًا على من يقع عليه الاختيار دون غيره .
لكن من الناحية الصحية هل سيبقى العز للرز ؟
بعد الاطلاع على نتائج التحاليل الدقيقة لكلا المادتين تبين أن :
ـ 100 ﻏﺮﺍﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺯ ﺗﺤﻮﻱ 4 ﻏﺮﺍﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻦ , ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻏﻞ ﺗﺤﻮﻱ 6 ﻏﺮﺍﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻦ
ـ 100 ﻍ ﺭﺯ ﺗﺤﻮﻱ 0.6 ﻍ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻴﺎﻑ , ﺑﻴﻨﻤﺎ 100 ﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻏﻞ ﺗﺤﻮﻱ 8 ﻍ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻴﺎﻑ
ـ 100 ﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺯ ﺗﺤﻮﻱ ﻓﻘﻂ 0.21 ﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﻮﺕ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪﺓ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻏﻞ ﺗﺤﻮﻱ 0.60 ﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﻮﺕ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪﺓ .
ـ 100 ﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺯ ﺗﺤﻮﻱ 2 ﻣﻴﻜﺮﻭﻏﺮﺍﻡ ﻣﻦ ﺣﻤﺾ ﺍﻟﻔﻮﻟﻴﻚ، ﺍﻟﻬﺎﻡ ﺟﺪﺍً ﻟﻠﺤﻤﻞ ﻭﻓﻘﺮ ﺍﻟﺪﻡ، ﺑﻴﻨﻤﺎ 100 ﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻏﻞ ﺗﺤﻮﻱ 14 ﻣﻴﻜﺮﻭﻏﺮﺍﻡ ﺣﻤﺾ ﺍﻟﻔﻮﻟﻴﻚ .
ـ ﺍﻟﺒﺮﻏﻞ ﺃﻏﻨﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺯ ﺑﺎﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﺒﻮﺗﺎﺳﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﻴﻮﺩ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺴﻴﻠﻴﻨﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﺰﻧﻚ .
ـ ﺍﻟﺴﻜﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺯ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﺒﺌﺎً ﻋﻠﻰ ﻏﺪﺓ ﺍﻟﺒﻨﻜﺮﻳﺎﺱ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻤﺘﺺ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻣﻌﺎﺀ ﻭﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺳﺮﻳﻊ ﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻡ ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺠﺒﺮ ﺍﻟﺒﻨﻜﺮﻳﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﺡ ﻛﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻫﺮﻣﻮﻥ ﺍﻷﻧﺴﻮﻟﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻀﺐ ﻣﺨﺰﻭﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪﺓ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺪﺍﺀ ﺍﻟﺴﻜﺮﻱ .
ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌتمدون ﺍﻟﺒﺮﻏﻞ ﻓﻲ ﻭﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻫﻢ ﺃﻗﻞ ﺗﻌﺮﺿﺎً ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﺪﺍﺀ ﺍﻟﺴﻜﺮﻱ ﻭﺗﺼﻠﺐ ﺍﻟﺸﺮﺍﻳﻴﻦ ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻧﺎﺕ .