الثبات ـ إسلاميات
((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا؛ إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ, وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ))
أما فرحة يوم يفطر: بأن الله أعانه على أن صام هذا الشهر, فإذا دخل شوال, انتهى الصيام وبقي الأجر والغفران، والذي أفطر في رمضان في واحد من شوال يأكل مع الناس، ولكنه تحمل الخيبة والخسران، فالطاعة تمضي مشقتها، ويبقى أجرها، والمعصية تمضي لذتها، ويبقى وزرها، الطاعة تمضي متاعبها ويبقى أجرها، والمعصية تمضي لذتها ويبقى وزرها.
لذلك: المؤمن حينما يأتيه ملك الموت, لكرامته عند الله: يريه الله مقامه في الآخرة فيقول: لم أر شراً قط، قد يكون عانى في الدنيا ما عانى، وقد ساق الله إليه أكثر أنواع البلاء؛ من مرض، ومن فقر، ومن ضيق، ومن شدة، ومن تحمل متاعب، فإذا رأى مقامه في الجنة يقول: لم أر شراً قط، وهذا الكافر الذي أمضى حياته في المتع الرخيصة وفي اللذائذ، وكان منغمسًا إلى قمة رأسه, نسي المعاصي والآثام حينما يرى مكانه في النار، يقول: لم أر خيراً قط، فالطاعة تمضي، والمعصية تمضي، لكن الطاعة تمضي متاعبها، ويبقى أجرها وثوابها، والمعصية تمضي لذتها، ويبقى وزرها وشقاءها.
الله عز وجل مكننا بفضله تعالى من صيام هذا الشهر، ومن قيامه، ونرجو الله أن يكون هذا الصيام وهذا القيام مقبولاً عند الله عز وجل، فالعبرة بالقبول، وقبول العمل الصالح عند الله عز وجل له قاعدة.