الثبات ـ إسلاميات

يعظم المسلمون شهر رمضان المبارك بسبب نزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيه، ولأن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ولأن أبواب الجنة والسماء تفتح فيه، وتغلق أبواب النيران وتسلسل وتصفد الشياطين، ولأن فيه الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعين ضعفاً، فكأنه موسم تنزيلات وعروض مغرية فالقليل من الأعمال الصغيرة والبسيطة مقابل الكثير من الحسنات والأجر، فلماذا كل هذه الحسنات وما المغزى والعمق والفلسفة الرمضانية الحقة؟

للإجابة على هذا السؤال الكبير .. يجب أن نفهم شهر رمضان بمعناه الحقيقي ولماذا هو شهر القرب من الله، ((رمضان ليس من أجل شهر، رمضان من أجل بقية السنة)). كيف ذاك؟! كما هو معروف بأن شهر رمضان المبارك تكون فيه الحسنات مضاعفة ويعطى فيها الانسان راحة من وساوس الشيطان حتى ولكأنها اجازة منه بل من كل شيء يعرقله عن الذهاب إلى الله عزَّ وجل، ففي رمضان تذلل الطرق للوصول إلى الله وتطوى المسافات، كل ذلك من أجل فرصة التذوق: من ذاق عرف ومن عرف غرف.
كل هذه المغريات تدعوك للقرب وعندما تتذوق حلاوة القرب من الله ستشعر بأنك شخص أخر غيرك، ستشعر بأنك أقوى بالله، وبأنك قادر على مكابدة مصاعب الحياة بنفس راضية ومحبة، ستشعر بأنك على صِلة مباشرة وقلبك معلقٌ بالله، وستعقد العزم وبقوة أن تسحب رمضان إلى كل الأشهر معك،  ..

باختصار .. ((رمضان ليس من أجل شهر، رمضان من أجل بقية السنة)).