من القائل: لكل جواد كبوة ..وما قصة هذا المثل؟

السبت 20 نيسان , 2019 06:05 توقيت بيروت ثقافة

الثبات ـ ثقافة

كثيرةٌ هي الأمثال العربية التي احتوت على أسماء الخيل العربية كمثلنا أعلاه، والذي يَعني أنَّ الحصان القوي الصلب الممتلئ حيوية ونشاط، قد يتعثر في عَدْوِهِ فيسقُطُ على الأرضِ لسبب ما، ويضرب هذا  المثل للرجل الصالح يسقط السقطة، ويقال: لكل حُسامٍ نَبوة، ولكلِّ جوادٍ كبوة، ولكلِّ حَليمٍ هَفوة، ولكلِّ كريمٍ صبوة.

لكن ابن القِرِيَّة بن قيس هو أوَّلُ من قال: لكل جواد كبوة، وهو أعرابي أُمِّيٌ فصيحٌ مُفَّوه، بَرَعَ في الخَطابةِ حتى صار يُضرَبُ المثلُ بِه فيقال: أبلغُ من ابنِ القِرِّية، وقد شَهِدَ لهُ بالتفوُّقِ في الخَطابة علماء كبار منهم الأصمعي، وكانت له دُرَرٌ عن الخيل العربية، وَصَفَ يوماً فرساً فقال: حَسَنُ القَدِّ، أسيلُ الخَدِّ، يسبقُ الطَّرفَ، ويستغرقُ الوصفَ، ( أي يجمع كل الأوصاف الحسنة) .

عاشَ ابن القِرِيَّة في زمان الحجاج، وحدث أن تعكرت علاقته بالحجاج لأمر ما، فعمل ابن القِرِيَّة على تلطيفِ الأجواءِ، ودارَ بينهما نِقَاشٌ كثير، فقال فيما قال للحجاج: إن رأيتَ أن تأذنَ لي بِكَلِماتٍ أتكلَّمُ بِهِنَّ يكنً بعدي مثلاً، قال الحجاج : هاتِهِنَّ يا ابن القرية.

قال: أيها الأمير: لكُلِّ جوادٍ كبوة، ولكل شجاع نَبوَة، ولكل كريم هَفوة، ثم أنشد قائلاً:

أقِلنــي أقِلنــي لا عـدمتــك عَثرتــي       فكُـــلُّ جــوادٍ لا محــــالــةً يعثرُ
لَعَمـــري لقـد حَــــذرتَنــي ونَعيتَنــي       وبَصَّرتني لو أنني كُنتُ أُبصِرُ
ليالي سِهامِي في اليَدَينِ صَحِيحَةٌ       ألا كُـــلُّ سَــــهمٍ مـرةً يَتَـكَسَـــرُ
وأحسنُ ما يأتــي امرؤ مِــن فِعَــالِهِ       تَجاوزْهُ عـن مُذنـبٍ حينَ يَقـدِرُ

وقد رُوِيَ هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: لا حليمٌ إلا ذو عثرةٍ، ولا حكيمٌ إلَّا ذو تجرِبةٍ .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل