ديما جمالي فازت، وديمومة الحريري سقطت ـ أمين أبوراشد

الثلاثاء 16 نيسان , 2019 12:12 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

ربما هي المرَّة الأولى منذ دخل تيار المستقبل منطقة الشمال، تتعالى صرخات الشارع  الطرابلسي اعتراضاً على زحف العائلة الحريرية من صيدا الى طرابلس لتفرِض مرشَّحاً، وشبَّه أحد المواطنين الطرابلسيين أمام الشاشات، وصاية الرئيس سعد الحريري على المدينة وفرض الدكتورة ديما جمالي، بوصاية غازي كنعان عندما فَرَض أن يؤتى بوالدها رشيد جمالي رئيساً للبلدية.

المواطن الطرابلسي عرَّى تيار المستقبل من كل الشعارات، سواء انتخب هذا المواطن أو قاطع الإنتخابات، لأن مَن انتخب، قالها صراحة: لا مال إنتخابي يتمّ توزيعه، لكن الشيخ سعد وَعَدنا بِحِصَّة لطرابلس من أموال "سيدر"، ومَن قاطع، سَلسَل حكاية المدينة المنكوبة مع الوعود "العرقوبية" سواء من الشيخ سعد وتيار المستقبل أو من باقي الأقطاب الطرابلسيين.

إنتخابات طرابلس على تواضعها كإنتخابات فرعية، عرَّت أيضاً "الحريرية السياسية" من كل مضامينها الفضفاضة، وأي مواطن لبناني قد يُسأل عن معنى الحريرية السياسية لا يمتلك جواباً، سوى أنها اقترنت بإسم المرحوم الرئيس رفيق الحريري بصفته من أصحاب الأموال، وكانت له قدرة استقطاب شعبية عبر المشاريع المناطقية أو الخدمات الشخصية من التعليم الى فُرص العمل، ومن "كرتونة الإعاشة السعودية" الى التوظيف، وهذه "الحريرية السياسية" ماتت مع الحريري الأب بعد تقسيم الورثة المالية والعقارية وبداية الشحّ المالي، لأن "الحريرية" ليست تياراً فكرياً أو حزباً عقائدياً، ولذلك فشِل الوريث سعد الحريري بتسويقها عبر السنوات عبر "مشروع رفيق الحريري" و "لبنان أولاً"، لأن اللبنانيين لم يفقهوا ما هو مشروع رفيق الحريري ولا كيف يكون لبنان أولاً عند مَن يدين بالطاعة لوليّ الأمر السعودي.

"الحريرية السياسية"، و"مشروع رفيق الحريري"، و"لبنان أولاً"، هي تسميات للإستهلاك الشعبوي، تُهلِّل لها العقول الفارغة والبطون الخاوية، وهي مرهونة بالوضع المالي لعائلة الحريري، ومُرتهنة لسياسة توزيع المساعدات تعزيزاً للوجود على الأرض، لكن المال لم يعُد وفيراً ولن يعود، ومن دونه لم يعُد الرئيس سعد الحريري الأب الحصري للسُنَّة في لبنان، وهو قد احتاج الى أبوَّة الميقاتي والسنيورة والصفدي وريفي، والى زيارة شخصية للعمَّة السيدة بهيَّة الى طرابلس ليستطيع إعادة إنتاج نيابة ديما جمالي، وبإقبال شعبي أقل من 13% من الشارع الطرابلسي، رغم كل العنتريات وعرض العضلات لأحمد الحريري والتجييش المذهبي ضدّ المقاومة من طَرَف مصطفى علوش وأشرف ريفي.

وأموال "سيدر" التي استخدمتها "الحريرية السياسية" للترغيب بالإنماء القادم بعد الإنتخابات، هي آتية بالنسبة للطرابلسيين ولكافة اللبنانيين دون جميل أو مِنَّة من "الحريري وشركاه" في هذه الإنتخابات، لأن الخدمات القادمة من "سيدر" وسواه، هي حقوق بديهية للشعب اللبناني، ولا تحتاج استعطاف أحد، ولا تستلزم صرخات سعد.. سعد.. سعد التي أطلقها بعض أنصار التيار الأزرق في طرابلس، والوعي الذي أظهره المُقاطعون هو سابقة مُبشِّرة بالتحرر من استعباد المال لشراء الذمم، ونختتم مع صرخة مواطن من عكار أطلقها يوم زار وزير الصحة جميل جبق مستشفى حكومية هناك: "جيَّشونا على مدى سنوات ضد حزب الله، ولم يأتِ لإنقاذنا سوى وزير من حزب الله"، وهذا الوعي في الإنتماء الوطني الشامل سواء في عكار أو طرابلس أو أية منطقة لبنانية أخرى هو الذي يُحرِّر الناس من الإقطاع السياسي والعائلي ليكون الولاء للوطن وللحياة الكريمة...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل