الثبات ـ ثقافة
هذا المثل هو كناية عن التكتم و حفظ السر، فلست تعلم من قد يسمع ، فلا تتحدث عن أمورك الخاصة في أي مكان .. ولا لأي شخص
يحكى أن كاثرين ملكة بريطانيا كانت تبني قصورها و تضع فيها أدوات تنصت تطل على القاعات و المطابخ
لتسمع ما يتناقله العامة في القاعات و الخدم في المطاعم و بذلك تفاجأهم بأنها عالمة بكل شيء ، لذلك أطلق أنيدبلايتون الوزير في حكومتها مقولتو يللي صارت واحد من الأمثال الشعبية الرائجة ( للحيطان أذان .. )
لكن الحقيقة للمقولة الشهيرة كمان في قصة تاريخية تانية ذكرها المؤرخين كالمقريزي و ابن حجر العسقلاني و بترجع لمئات السنين ...
بِكِتَاب (إنباء الغمر بأبناء العمر) لإبن حجر العسقلاني رح تلاقي واقعة غريبة، بعدما شاع بين الناس أنَّ شخصًا يتكلم من وراء حائط !! فافتتن الناس فيه و اعتقدوا انو المتكلم من الجن أو الملائكة و قال قائلهم: (يا ربِّ سَلِّم ! الحِيطَةَ تِتْكَلِّم) و قال ابن العطار في ذلك :
يا نَاطِقًا مِنْ جِدَارٍ وَ هْوَ لَيْسَ يُرَى اظْهَــرْ و إِلاَّ فَـهَذَا الْفِعْـــلُ فَتَّــــــانُ
لَمْ تَســمَـــعِ النَّــــاسُ لِلْـحِيطَــــانِ أَلْسِنَةً وَ إِنَّمَـا قِيـلَ لِلْـحِيطَانِ آذَانُ
ثم تتبع جمال الدين المحتسب القصة و بحث عن القضية إلى أن وقف على حقيقتها ، فتوجَّه أولاً إلى البيت، وسمع الكلام من الجدار ، فأمر بتخريب الدار فخُربت ، ثم عاد بعد ذلك و سمع الكلام مرة أخرى ، فقال : هذا الذي تفعله فتنة للناس فإلى متى ؟
و قوي الظن أن القصة مفتعلة فلم يزل يبحث حتى عرف باطن الأمر ، و هو أنه وجد شخصان يقال لهم الشيخ ركن الدين عمر و أحمد الفيشي قد إتفقا على ذلك، و صارا يلقنان زوجة أحمد الفيشي ما تتكلم به من وراء الحائط من فتحة تُصَيِّرُ الصوت غريباً لا يُشْبه صوت الآدميين ..
و هيك انتشرت بين الناس مقولة (الحيطان إلها أذان) وبالمصري (يا سلام سَلِّم هي الحِيطَة بِتتكلم)