من أعلام التصوف .. الشيخ خالد النقشبندي العالم المجدد

الثلاثاء 02 نيسان , 2019 10:27 توقيت بيروت تصوّف

الثبات - اسلاميات

الشيخ خالد النقشبندي العالم المجدد

شيخ مشايخ الطريقة النقشبندية

أبو البهاء ضياء الدين خالد بن أحمد بن حسين الشهرزوري الشافعي النقشبندي القادري، وينتهي نسبه إلى الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويتصل نسب والدته بالعارف حضر المنسوب إلى السيدة فاطمة رضي الله عنها.

ولد سنة 1193هـ في قصبة قرة طاغ من سنجق بابان على خمسة أميال من بلدة السليمانية، ونشأ فيها برعاية والده، وقرأ في مدارسها القرآن الكريم، والمحور للإمام الرافعي، ومتن الزنجاني في الصرف، وشيئاً من النحو، وبرع في النظم والنثر وهو دون البلوغ، وجعل يدرب نفسه على الزهد والعفة منذ وقت مبكر.

ثم سافر إلى بعض نواحي البلاد لطلب العلم، وفي دمشق اجتمع بعلمائها كالشيخ محمد الكزبري سمع منه وأخذ عنه الأسانيد العالية والإجازات المسلسلة في ذهابه، وإيابه، واجتمع أيضاً بتلميذه الشيخ مصطفى الكردي فأجازه كشيخه بأشياء منها الطريقة القادرية.

ولما وصل المدينة المنورة مدح النبي صلى الله عيه وسلم بقصائد فارسية.

وفي السنة نفسها سافر إلى بغداد حيث نزل في زاوية الشيخ عبد القادر الجيلاني أيام وزارة سعيد باشا ابن سليمان باشا، وبقي يرشد الناس نحو خمسة أشهر ثم عاد إلى وطنه بشعار الصوفية.

رجع بعد ذلك إلى السليمانية فبنى له أمير الأمراء محمود باشا بن عبد الرحمن باشا زاوية ومسجداً، وأوقف عليهما وقفاً ورتب للطلاب المواظبين فيها رواتب كافية، فأقبل المريدون عليه وطلبة العلم من مختلف البلاد، وانتفع به خلق كثيرون من الأكراد وأهل أربل وكركوك والموصل والعمادية والجزيرة وعينتاب وحلب والشام والروم والمدينة المنورة ومكة المكرمة والبصرة وبغداد.

وصل دمشق بموكبه الحافل في السنة المذكورة، واستقبله كثير من أهلها بالإعزاز والترحيب، كان نزوله أولاً في الجامع المعلق وهرع لزيارته العلماء والأمراء والحكام، ثم نزل في خلوة بني الغزي بالجامع الأموي، وتزوج بعد ذلك منهم شقيقة الشيخ إسماعيل الغزي السيدة عائشة، ثم أحضر أهله من بغداد، ثم اشترى داراً فخمة بحي القنوات جعل قسماً منها مسجداً.

أقام ينشر العلوم الشرعية، وأشاد دعائم الطريقة النقشبندية، وجعل يرشد السالكين ويربي المريدين، وصارت له منزلة عظيمة، ورحل إليه الأعلام من مختلف البلاد،.

كان له في كل بلدة خلفاء ومريدون، وخصوصاً في الآستانة التي اشتهر فيها اسمه وأقيمت له فيها تكايا وزوايا، ورحل بموكبه إلى القدس الشريف، فزار وزار مدينة الجليل. ثم في سنة 1241هـ حج البيت الحرام.

ومن أشهر مواعظ قوله لأتباعه: "اعلموا أن أحبكم ألي أقلكم أتباعاً وعلاقة بأهل الدنيا وأخفكم مؤونة وأشغلكم بالفقه والحديث، وقد ورد في بعض الأحاديث: (ما ازداد رجل من السلطان قرباً إلا ازداد من الله بعداً، ولا كثرت إلا كثرت شياطينه، ولا كثر ماله إلا اشتد حسابه) وحينئذ لم يبق وجه للميل إلى تكثير السواد بهؤلاء إلا الطمع وحب الشهوة والجاه وأخذ الدنيا بالدين وجميع هذه النيات فسادها غني عن البيان. 

ولما كانت صبيحة الخميس دخل عليه الخلفاء وسلموا وأشار إليهم أن يقلوا من الكلام. وبقي كذلك حتى ليلة الجمعة 14 ذي القعدة 1242هــ حين سمع مؤذن المغرب يقول الله أكبر ففتح عينيه وقال الله حق الله حق (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) ثم لحق بربه وسنه خمسون سوى شهر ونصف.

وكان من جملة وصيته ألا يبكي أحد عليه ولا يعدد شمائله، وأنه محتاج إلى صدقة وقراءة الفاتحة وسورة الإخلاص، وأوصى أنه من أحب أن يذبح ويقدم لروحه أضحية فليفعل، وأن تقضى عنه جميع صلواته من بلوغه إلى يوم وفاته، وألا يبنى على ضريحه ولا يكتب إلا "هذا قبر الغريب خالد". وعندما نزل إلى لحده من غسله من الخلفاء ثم لقنه المنلا أبو بكر البغدادي أحد أجلاء أصحابه.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل