القمة العربية "لا مقاومة .. لا تحرير .. لا لفلسطين" ـ د.نسيب حطيط

الجمعة 29 آذار , 2019 09:42 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تعقد جامعة  الدول العربية اجتماعا على مستوى القمة في تونس بعد أيام على قرار ترامب، بالإعتراف بسيادة الإحتلال على الجولان السوري، متجاوزاً كل القرارات الدولية والعربية والإسلامية وكذلك الواقع الميداني بإلغاء الهوية والإنتماء الوطني لسكان الجولان السوري وكذلك شطب قوات (الاندوف) التي تفصل بين الجيش السوري وقوات الإحتلال "الإسرائيلي".

اعلن ترامب قراره دعماً لرئيس الوزراء الإسرائيلي (نتنياهو) في معركته الإنتخابية واستكمالاً لبنود صفقة القرن التي بدأت بالإعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ولما اطمأن ترامب ونتنياهو لتعهدات أغلب العرب وخصوصاً السعودية ومصر انه لن يكون اي رد فعل سلبي ضد (تهويد القدس) بما فيه ردة فعل الفلسطينيين في الداخل والخارج والتي لم تجاوز ردة (رفع العتب) او الرد المؤقت غير المؤلم ،بل اعطى الخليجيون هدية للكيان الصهيوني بمناسبة (تهويد القدس) بأن زادوا جرعات التطبيع والتحالف وفتح الأبواب لرئيس الوزراء نتنياهو ورفعوا الصراخ الكاذب والمشبوه ضد محور المقاومة وإعلانهم بأن العدو الحقيقي للعرب يتمثل بالجمهورية الإسلامية في إيران التي لم تغتصب أرضاً عربية ولا ارتكبت المجازر ،بل كانت ضحية الحرب العربية عليها بواسطة صدام حسين .

ان  دور الجامعة العربية في قمة تونس إضفاء الشرعية على (تهويد الجولان) عبر المكابرة والإقرار على تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية ،لمحاصرتها وإظهارها "وحيدة" ومستفردة أمام الحرب الأميركية – الإسرائيلية عليها ،بل الأكثر نذالة وحقارة ان القمة تريد مساومتها على الحل السياسي وفق وجهة النظر الخليجية المترجمة عن النص الأميركي ،مقابل استعادة مقعدها الذي لا يقدم ولا يؤخر. فالجامعة العربية كمؤسسة فقدت كل شرعيتها وموجباتها فهي مؤسسة تعاني الفراغ والبطالة السياسية وتمارس دور "العجوز" الذي تخضع للوصاية الأميركية – الخليجية والذي يوقع على أوراق التنازل الواحدة تلو الأخرى او على أوراق فتح نوافذ الإغتصاب للدول والشعوب العربية كما حصل في ليبيا ولا يزال كما حصل في العراق وفي فلسطين وفي اليمن وفي سوريا فلا خير من جامعة عربية وظيفتها بيع العرب كيانات ودول وأراض وشعوب...

إن الجامعة العربية الحالية ،كناية عن عجائز سياسية او مندوبين للإدارة الأميركية أوممثلين للإحتلال "الإسرائيلي" والجماعات التكفيرية إلا بعض الدول التي لا زالت تحتفظ بعروبتها وكرامتها وإنتمائها القومي والتي يمارس عليها العرب (الإسرائيليون) ضغوطاً إقتصادية وسياسية وأمنية للإنضمام إلى صفوف الطاعة الأميركية – الإسرائيلية عبر المقاولين الخليجيين من الحكام.

ماذا يمكن ان تفعل قمة العرب في تونس ...لإنقاذ ماء الوجه او حماية لما بقي من العرب ؟؟

هل تدعم سوريا في الجولان وتعيد عضويتها دون قيد او شرط ؟

هل تعلن تجميد العلاقات والتطبيع مع العدو الإسرائيلي بعدما تحفظت وعارضت هذا البند في إجتماع البرلمانيين العرب ؟

هل ستعلن دعم الفلسطينيين في الداخل وعدم توطينهم ام ستدعم توطين النازحين للضغط على الدولة السورية في الإنتخابات القادمة ؟

وكذلك توطين النازحين واللاجئين في لبنان كما قالت المسؤولة في الأمم المتحدة (سنعمل على توطين النازحين في المناطق التي يختارونها) او التي ستختارها اميركا و"إسرائيل" لإغراق المقاومة في لبنان بالتغيير الديمغرافي وإنشاء قوة عسكرية من النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين؟

هل ستكون قمة تونس قمة (نعم) المتكررة ضد قمة الخرطوم عام 1967 ذات (اللاءات الثلاث) ؟ (لا صلح – لا تفاوض – لا اعتراف) بحيث ستعلن قمة تونس وبشكل علني إقرار ما قامت به أغلب الدول العربية وتصبح قمة (صلح - تفاوض – اعتراف – تحالف – وحدة – تبعية..) لدولة "إسرائيل" المحتلة للقدس والمغتصبة لحقوق الشعب الفلسطيني والسوري واللبناني؟

قمة تونس اما ان تكون قمة للعرب .. او قمة للصهاينة؟.

قمة لإستعادة وتحرير الأراضي المحتلة ... او قمة التهويد للأراضي المحتلة؟.

وعلينا ان لا نتفاءل كثيراً .. فعندما نرى الوجوه ونسمع الكلمات .. نعرف الحقيقة المرة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل