8 سنوات من الحرب على سورية .. النصرة وداعش صناعة أميريكية - صهيونية ـ محمد شهاب

الأربعاء 27 آذار , 2019 12:41 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تبدأ السنة التاسعة من الحرب الأميركية ـ الصهيونية ـ الرجعية الخليجية على سورية، التي وفرت لها امكانيات كبرى بشرية ومالية وإعلامية، وعسكرية ولوجستية، لدرجة أن مئات مليارات الدولارات التي انفقت لتدمير سورية وتفتيتها، لو وظفت من أجل النهوض بالعالم العربي، اقتصادياً وتنموياً، لكان هذا العالم البائس أهم من اليابان وكوريا الجنوبية، وحتى أهم من الدول الغربية، كفرنسا والسويد وغيرهما..

وها هي وثيقة سبق أن كشفها ضابط المخابرات الأميركية السابق ادوارد سنودن تكشف النقاب عن وثيقة خطيرة تعود إلى عام 2004 تفيد أن "CiA" هي التي انجبت "جبهة النصرة" من رحم تنظيم "القاعدة" لتحل محله، وتكون قادرة على جلب المتطرفين من مختلف انحاء العالم، وتجميعهم في الشرق الاوسط وفق عملية اطلق عليها "عش الدبابير" لزعزعة استقرار الدول العربية بعد أن غزت الولايات المتحدة العراق عام  2003.

ويقول سنودن أنه اجتمع في 19 شباط من عام 2004 مديرو المخابرات الأميركية والبريطانية والاسرائيلية في قصر أمير عربي في جنوب لندن لمدة ثلاثة أيام وتقرر أن يكون العمل ذات شقين:

أولاً: تأسيس التنظيم المتطرف (جبهة النصرة).

ثانياً: القضاء التام على "حزب الله".

وبذلك اختاروا ابو مصعب الزرقاوي وهو اردني يدعى أحمد فاضل نزال الخلايلة، وكان معتقلاً في احد السجون الاردنية وأطلق سراحه، وخضع لفترة تدريب في احد معسكرات الـ "CiA" في إحدى الدول العربية، ثم نقل إلى الأنبار العراقية، ومن هناك انطلق في تأسيس التنظيم الجديد تحت إشراف العقيد في المخابرات البريطانية، مايكل اريسون الذي يجيد اللغة العربية بطلاقة مثل أي عربي، ومن ثم تم تحويل 860 مليون دولار أميركي للتنظيم الجديد في بداية الأمر، وكانت الأموال تنقل إلى الزرقاوي بالشاحنات ليقوم بارسال المتدربين إلى معسكر مراد في "غازي عنتاب" في تركيا، من أجل العمل على تدمير المقاومة العراقية ضد الغزاة الأميركيين والغربيين، فاتسع نفوذ الزرقاوي في الموصل وتكريت والانبار وديالا، وبعد أن قويت شوكته أخذ يتمرد على قائده العقيد أريسون، مما اضطره إلى التخلص منه وقتله في بعقوبة في السابع من حزيران 2006، ليسلم التنظيم إلى ابراهيم البدري الملقب بأبي بكر البغدادي الذي كان مسجوناً في أحد سجون بغداد، فأخرج من سجنه ونقل بواسطة طائرة أميركية إلى الكيان الصهيوني، حيث تلقى تدريباً عسكرياً ومخابراتياً مكثفاً من قبل الموساد في مركز "نحال موشيه"، واعيد بعدها إلى العراق، وأخذ يعمل مذهبياً على تجييش مؤيدين له، من أجل قتال المحتلين و"الروافض"  على حد تعبير الوثيقة وينفق على الملتحقين به أموالاً طائلة.

ويشير سنودن في وثيقته، أنه في شهر نيسان من عام 2007، استدعي البغدادي إلى تركياً ومنها نقل إلى تل أبيب بواسطة طائرة خاصة، ليطلب منه استعباب اعداد كبيرة من المرتزقة من السعودية واليمن وتونس وفرنسا وبريطانيا وغيرها...

فعلاً، تم فتح مركز تدريب جديد في "غازي عينتاب" في تركيا، وكلف لبنانيون بتهريب السلاح إلى القرى السورية التي فيها نفوذ كبير للاخوان المسلمين، في نفس الوقت الذي بدأ فيه ضخ الأموال إلى الداخل السوري.

وعليه، ما أن انطلقت التظاهرات في درعا، حتى كان 17 ألف مقاتل سوري تم تدريبهم في تركيا وبعض الدول العربية واسرائيل، وكانت تصرف لكل مسلح 750 دولاراً أميركياً كراتب شهري، كما طلب من البغدادي التوسع إلى الداخل السوري، وعملت أجهزة المخابرات الأميركية والغربية، لتكون سورية محطة يجتمع فيها الإرهابيون التكفيريون في العالم، بحيث بلغ عدد الجنسيات نحو 78 جنسية، وعدد المقاتلين بلغ في بادئ الأمر 148 الفاً، وانفق على هذه العملية 107 مليارات دولار من الدول العربية وحدها، وفق وثائق سنودن، وكما تشير المعلومات فإن عدد المقاتلين الأجانب الذين استجلبوا لقتال الدولة الوطنية السورية حتى مطلع العام 2018 بلغ أكثر من 450 الف مرتزق، بالطبع فقد تصاعفت المبالغ المالية التي انفقت من أجل تخريب وتدمير سورية، لأنه إذا كان قد صرف على الإرهابيين المرتزقة في عامي 2011 و 2012 107 مليار دولار من الدول العربي، فإن هذا الكرم لبائع الكاز العربية قد تضاعف في السنوات التالية.

بأي حال، فإن الدولة الوطنية السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد مع حلفائها تمكنت من كسر المؤامرة الكبرى، ووجهت ضربات حاسمة إلى الإرهابيين، وبالتالي إلى رعاتهم وحماتهم من أميركيين وصهاينة وبائعي الكاز العربي.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل