الثبات - إسلاميات

آيات بينات من القرآن العظيم، يبين لنا علماؤنا إعجازها، وهذا ما كان من سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في برنامجه التفسيري (نظرات في الإعجاز القرآني)، حيث قام بتفسير عدة سور ومنها قوله تعالى: {إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ} سورة العلق – الآية 8.

بعد كل هذا الطغيان إلى أين ستذهب أيها الإنسان؟!، إن مرجعك إلى اللَّه، وهذا الرجوع لا يكون بعيداً، بل عمرك قصير، كم ستعش في هذه الدنيا؟، ستعش من العمر في هذه الدنيا ستين أم سبعين أم ثمانين...أم مائة؟، ولكن بعد ذلك سيكن مآلك إلى اللَّه، سئل نبي اللَّه نوح كما جاء في بعض الروايات: [يا نبي اللَّه وأنت عشت في خدمة الرسالة ما يقارب من تسعمئة وخمسين سنة كيف وجدت الحياة؟، فيجيب نبي الله نوح: كأنني دخلت من باب وما لبثت أن خرجت منه[. فكأن نبي اللَّه دخل وما أسرع الخروج من هذا الباب، يروى أن نبي اللَّه نوح مر على امرأة تندب ولدها فقال لها: يا أمة اللَّه اتقي اللَّه واصبري، فقالت له وهي لا تعلم بأنه نبي اللَّه: إليك عني فإن هذا ابني مات شاباً ولم تصب بمصيبتي، قال لها: وكم له من العمر؟، قالت له: ثلاثمئة سنة من العمر، قال لها: هكذا؟، قالت: نعم، قال: يا أمة اللَّه إن عمر أمة نبي آخر الزمان بين الستين والسبعين، قالت: واللَّه لو كنت من أمة ذاك النبي لأمضيت عمري ساجدة]، فنحن من أمة ذاك النبي، فلو كانت تلك المرأة تعيش معنا لأمضت عمرها وهي ساجدة للَّه؛ لأن العمر قصير؛ ولأن الدرب طويل؛ ولأن العمل الصالح مطلوب. فأنت ستعود إلى اللَّه، وستعود إلى اللَّه ليس فقط في روحك بل بكل ما استخلفك اللَّه تعالى عليه من جسد ومن روحٍ ومن نعم، فإذا عليك أيها الإنسان أن تكون مع اللَّه لأنك موقن بأنك ستحصل على هذا الموت، فما دمت في هذه الحياة أحسن وأخلص العمل، ولا تكن من الذين طغوا في الأرض وبغوا وتعدوا على الآخرين، فلا تكن من الطغاة؛ لأن مرجعك إلى الله وهو الذي قال: فاللَّه سيسألنا عن كل ما قد فعلنا، ورحم اللَّه الإمام علي رضي اللَّه عنه حيث يقول:

ولـو أنـا إذا مـتـنـا تـركـنـا ... لـكـان الـمـوت راحـة كـل حي 

ولـــكـنا إذا مـتـنـا بـعـثنـا ... ونـسـأل بعـد ذا عـن كل شـيء