الثبات ـ إسلاميات
لم نعُدْ نقبل المخالِف لأننا لم نُربَّ على أدب الاختلاف، فأنا لا أريد أن توافقني لكنني أطلب منك أن تحترمني، وهذا يعني – طبعاً – أن أحترمك.
والاحترام في الاختلاف: اجتنابُ الكلمات النَّابية والفاحشة والبذيئة، والتَّجافي عن السُّباب والشَّتم والتشهير، والاختلاف أمر فطري ولكن التَّحقير والاستهزاء والبذاءة أمرٌ ضدَّ الفطرة ويشوِّهها.
يا ناس: قولوا الذي تريدون قوله ولكن ضمن قوالب لفظية تنتمي للإنسانية واحترامها وتكريمها.
جاءت امرأةٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم تبغي جِداله ومجادلته، استقبلها النبي صلى الله عليه وسلم وحوَّل الجدال إلى حوار، ولعلَّ الفرقَ بينهما: أن الِجدال يُرادُ منه الوصول إلى إقناع الآخر بفكرة المجادل مُتَّبعاً في ذلك التبرير والتَّسويغ وربما الصُّراخ والسباب، في حين أن الحوار والمحاور يسعى للوصول إلى الى الاقتناع والإقناع بما يوصل إليه العقل والمنطق والفكر الحر: (وإنَّا أو إيَّاكم لعلى هدىً أو في ضلالٍ مبين)، (ولا تَنازعوا فتَفشَلُوا وتذهبَ ريحُكم)، و: "ليسَ المؤمن بالطعَّان ولا اللعَّان ولا الفاحش ولا البذيء" كما جاء على لسان سيِّد السادات والأكابر محمد عليه أفضل الصلوات.